صورتان نادرتان للعندليب والسندريلا .. جمعتهما البساطة وشائعات الزواج والمرض
قصة حب رفض القدر إتمامها، عاندتهما الحياة، وقفت الظروف حائلاً بينهما وبين السعادة، وبرغم كل الفراق الذي عانا منه في الدنيا، ظل حبهما خالداً يذكره التاريخ في هذا اليوم، فقد جمعهما يوماً واحداً، جمع ذكراهما، ولكن حتى الذكرى ارتبطت بالفراق، ميلاد ووفاه، وصول ورحيل، ليجمع اليوم 21 يونيو اسمهما إلى الأبد، بين ذكرى ميلاد العندليب ووفاة السندريلا.
جمعت النجومية بينهما، فكانا أشهر نجوم زمنهما، تمتعا بعذوبة الصوت وإتقان التمثيل، لم يكن هناك من يفوق حليم في الغناء، ولم تتفوق فنانة أياً ما كانت مؤهلاتها الفنية على سعاد.
وقد تميز كلاهما بالبساطة الشديدة، والقرب من المواطن العادي، وهو ما جعلهما أحد أهم وأكبر النجوم في تاريخ الفن المصري والعربي، حيث كان من أقرب المقربين إلى العندليب سائقه الخاص عبدالفتاح، نفس الأمر بالنسبة للسندريلا التي كانت النجمة الأقرب إلى قلوب ملايين المصريين.
ولم تكن فقط النجومية هي ما جمعت بينهما وإنما تشابها أيضاً في المرض حيث عانت سعاد حسني في نهاية ثمانينات القرن الماضي من تآكل في فقرات العمود الفقري، تحديدًا في الفقرة الأخيرة، حيث اكتشفت الإصابة بهذا المرض عند تصويرها لفيلمها الأخير الراعي والنساء، وبعد انتهائها من تصوير الفيلم، سافرت السندريلا إلى مرسيليا، لإجراء عملية جراحية، لتثبيت الفقرات المصابة بصفيحة معدنية وعدة مسامير.
أما العندليب فقد أصيب بتليف في الكبد سببه مرض البلهارسيا، وكان التليف سبباً في وفاته عام 1977م وكانت أول مرة عرف فيها حليم بهذا المرض عام 1956م عندما أصيب بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
جمع الفقر بين سعاد وحليم، فكانت بداية كل منهما لأسرة فقيرة وظروف قاسية جعلت منهما محاربان يقاومان كل مصاعب الحياة حتى وصلا إلى أعلى درجات النجاح والنجومية.
جمعت اسمهما معاً، دائماً شائعات الزواج والتي ظلت حتى اليوم غير مؤكدة فكثير من المقربين منهما تحدثوا في هذا الأمر كل يدلو بدلوه وحسب رؤيته، لا أحد يبت في الأمر برد قاطع، كما جمعهما ألم الفراق، ولا أحد يستطيع أن ينفي أن هناك قصة حب متوهجة جمعت بين قلبي العندليب والسندريلا، وأي الأسباب تلك التي وقفت حائلاً بينهما وبين سعادتهما معاً !، كان حباً كبيراً أسر كلا الحبيبين، وكلما ازدادت قوة الحب ازداد ألم الفراق، فاجتمعا أيضاً على الألم، حتى جاء اليوم الذي شاء القدر أن يجمع اسمهما معاً للأبد، يوم وفاة السندريلا والذي تزامن مع يوم ميلاد العندليب، ليسجل التاريخ أن هذا اليوم آخر ما جمعهما معاً ولكن للأبد.