الخواجة بيجو .. تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة العبقري فؤاد راتب
عاش دون أن يعرف أحدا اسمه الحقيقى، وارتضى بما فرضته عليه قواعد السينما فعاش فى ثوب مستعار وباسم مستعار تجاوز حدود الاعتياد وصنع لنا نجما كوميديا بماركة مسجلة تحمل اسم «بيجو مسفريتو كطاليانو بستانو ارسيانو جندوفلو كولحاج باولو باسطاولو بولو بينو فينو بيجو»، أو باختصار الخواجة بيجو.
ولد فؤاد راتب أو كما سيعرف لاحقا الخواجة بيجو، فى 1 مايو 1930، عرف حب الفن طريقه إلى قلب الصغير منذ أن تعلم حروف الهجاء، قاوم كل العادات التى فرضت وقتها طوقا على كل ما يرتبط اسمه بالفن، واختار والده أن يجرب حظوظ ابنه الصغير فى الإذاعة، فعرض موهبته، على الإذاعى المخضرم محمد محمود شعبان «بابا شارو» وكان وقتها في السابعة من عمره.
أمام ميكرفون الإذاعة العملاق قياسا بحجم راتب، أثبت الصغير موهبته التى كانت كفيلة بأن ترشحه لمجموعة من الأعمال الإذاعية المرتبطة بالأطفال والكبار على السواء.
فى الجامعة وفى أيامه الأولى بكلية العلوم جامعة القاهرة، بحث فؤاد عن فريق المسرح ليلتحق به، غير أنه فوجئ بعدم حاجة الفريق إلى أعضاء جدد، فما كان منه إلا أن قام بتحويل أوراقه إلى كلية التجارة، وهناك كون بنفسه فريقا للتمثيل، جرب معه حظوظه كمخرج ومؤلف اسكتشات.
جاءت الانطلاقة الحقيقية لـ فؤاد راتب عام 1952م بمسلسل ساعة لقلبك، والذى جسد خلاله شخصية الخواجة بيجو، تلك التى التصقت بعقول ووجدان الجمهور المصرى والعربى، قبل أن تلتصق وترتبط بشخصية أخرى شهيرة ليكونا معا ثنائى كوميدى يحمل أختام بيجو وأبو لمعة.
حجز بيجو مكانة مميزة وسط النجوم، وكانوا يطلبونه بالاسم فى أعمالهم، ومن أبرز هؤلاء: إسماعيل يس وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي ومحمد عوض وأمين الهنيدي.
بعيدا عن الفن حصل راتب على عدة درجات علمية في الدراسات العليا في التخطيط والإحصاء في العلاقات العامة، وفى عام 1968م طلبته شركة الأسمدة الكويتية لتولى تنظيم العلاقات العامة، وعمل هناك حتى عام 1972م حيث انتهت إعارته فالتحق للعمل بالتليفزيون الكويتي كعض ومقرر بجميع اللجان والاجتماعات التي يعقدها التليفزيون.
وفى عام 1975 أُصيب فؤاد راتب بالشلل النصفي ورغم تفكيره فى الاعتزال خلال تلك الفترة، إلا أن التلفزيون الكويتي أصر على التمسك به، حتى عاد إلى مصر عام 1978م، وفي 18 يونيو 1986م كُتبت آخر السطور فى مسيرة الكوميديان الكبير بعد رحيله إثر إصابته بأزمة قلبية.