صور نادرة : توفيق الحكيم الذى لا تعرفه
ولد إبداعه من رحم بساطته، وضع قبعته الشهيرة فوق رأسه، وأمسك بعصاه التي اعتادت صحبته وذاب بالشارع المصري، فطالما كان الشارع والبسطاء والفلاحين هم مصدر إلهام عصفور الشرق توفيق الحكيم، ليستوحي منهم أعظم وأهم كتاباته.
اعتاد الحكيم تأليف أشهر رواياته على المقاهي وسط الزحام والضوضاء، كتب القسم الأول من مسرحيته الشهيرة شهرزاد عام 1928 في مقهى صغير على ساحل البحر بالاسكندرية والجزء الثاني في مقهى سبيرانو بباريس.
كانت الأوقات المفضلة عنده للكتابة بعد منتصف الليل فيجلس الى المائدة وأمامه كأس من شراب البورتو ويظل يكتب ويكتب إلى أن يدركه الصباح فيسكت عن الكلام والإلهام ثم يطوي أوراقه ويلقي بقلمه وينهض لينام.
بساطة الحكيم ظهرت في كتاباته، فكثيرا ما تناول من خلالها المهمشين والفلاحين، ورغم شهرته الواسعة وكونه من أعظم الكتاب العرب إلا أنه عشق الناس وخاصة الفقراء منهم، توحد مع الشارع، فكان الطبيعى أن نجد له صوراً مع الأطفال أو الفلاحين، أو على مقهى معين أثناء انخراطه في التأليف، حتى اعتاد على تجمع الناس حوله.
لم يكن يهوى التصنع أو الجلوس على مكتب فاخر بل عندما يأتيه الوحي يسرع إلى الشارع، ويستلهم ما يراه ليدمجه في أدبه الذي لازال يحتفظ بقيمته حتى الآن.