حسن حسني .. نجم الأدوار الجادة الذي لا تعرفه
يمتلك الفنان الراحل حسن حسني مسيرة طويلة ومتنوعة من الأعمال الدرامية والتي قارب عددها على الـ 500 عمل، والتي تتوزع ما بين السينما والدراما والمسرح، وسيطرت الكوميديا على معظم أعماله الأخيرة في السينما، وهو ما جعل البعض يعتقد أنه متخصص فقط في الكوميديا.
وتسببت الـ 20 سنة الأخيرة من حياة حسن حسني في تصنيفه كفنان كوميدي، بعدما وقف مع أجيال كثيرة من النجوم الذين صنعوا نجوميتهم من خلال الأعمال التي كان يشارك فيها بجوارهم، حتى أنهم لا ينسوا فضله في صناعة أسمائهم فهو من وضعهم على الطريق وجعلهم يُصنفوا كممثلين كوميديا، واستطاع بموهبته أن يغير من جلده رغم أن الكوميديا كانت دخيله عليه، واستغربها المشاهدين الذين تابعوا أعماله منذ بدايته الفنية.
بدايته مع الأدوار الجادة والمركبة
فقد عُرف عن حسن حسني بأنه نجم الأدوار الجادة، وكان يُرشحه كبار المنتجين والمخرجين لتقديم الأدوار الصعبة والمُركبة وكان يقدمها بحرفية شديدة بنفس القدر الذي كان يقدم به الكوميديا، فكانت بدايته في السينما من خلال أدوار تراجيدية جادة، وشارك في عدة أعمال أختيرت ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ مصر، منها فيلم «الكرنك» من إخراج علي بدرخان، وقدم في الفيلم دور صغير ولكنه برع فيه وهي شخصية صبي قهوة الكرنك، والذي جعل عاطف الطيب يستعين به في دور النصاب في فيلم «سواق الأتوبيس» مع نور الشريف.
سبب طلبه المشاركه في فيلم «سارق الفرح»
وتوالت بعدها أدواره المهمة مثل دور اللواء في فيلم «الهروب» مع أحمد زكي وعاطف الطيب، ودوره المميز في فيلم «كتيبة الإعدام» مع نور الشريف، كما برع في دور مساعد وزير الداخلية في «زوجة رجل مهم» مع أحمد زكي ومحمد خان، بخلاف أدواره في «دماء علي الأسفلت» مع نور الشريف، و«المواطن مصري» مع عمر الشريف، و«ناصر 56»، و«ليه يا بنفسج» مع فاروق الفيشاوي.
وبحكم الخبرة الكبيرة التي كان يمتلكها الفنان الراحل، كانت لديه رؤية فنية كبيرة يستطيع من خلالها أن يميز بين العمل الجيد والرديء، ولم يخجل أن يطلب من المخرج داود عبد السيد المشاركة في فيلم «سارق الفرح»، والذي قدم خلاله دور ركبة القرداتى وهو دور صعب ومُركب حصل به على خمس جوائز.
برع في تقديم أدوار الشر في الدراما
كذلك كانت بداية أعماله التليفزيونية بعيدة تماما عن الكوميديا، حيث قدم دور الموظف المرتشي الشرير، في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرا»، وكذلك شخصية يوسف الأزرع في «رأفت الهجان»، لتتوالى بعدها أدواره المختلفة مع كبار المخرجين مثل «حلم الجنوبي»، «أرابيسك»، «أم كلثوم»، «بوابة الحلواني»، «العار»، «سمارة»، «عفاريت السيالة»، «الأبطال»، «أيام المنيرة»، «ساعة ولد الهدى»، «المال والبنون»، «وداعا قرطبة»، «السبنسة».
كذلك برع في مسلسل «رحيم» مع ياسر جلال، وهذا العام قدم مسلسل «سلطانة المعز» مع غادة عبدالرازق والذي ظهرت خلاله علامات المرض ولكنه أصر على استكمال تصوير مشاهده ليكون آخر عمل له، ويحقق بذلك أمنيته التي طالما أعلن عنها وهى أن يظل يمثل حتى آخر لحظة في حياته.