أحمد عمر هاشم .. استغرق 17 عاماً في كتابة آخر مؤلفاته
قدم الأزهر الشريف على مدار تاريخه عدد كبير من العلماء الذين تركوا إرث كبير في تاريخ العلوم الإسلامية، وأصبحوا علامات ونبراسًا يهتدي بهم الدعاة الجدد، من هؤلاء العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم.
ولد دكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير عام 1941، ويعود نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ونشأ في قرية أبوهاشم نسبة إلى عائلته، وهي تتبع قرية بني عامر بمركز الزقازيق في محافظة الشرقية، وكان الأب حريصًا على أن ينشئه على حب العلم والعلماء والصالحين، فحفظ القرآن الكريم في كُتّاب قرية الشيخ أبوهاشم، وبعد أن أتم حفظ كتاب الله التحق بمعهد الزقازيق الديني، ثم كلية أصول الدين، وكان أول صعود له على المنبر في سن الحادية عشرة، وكانت خطبة ارتجالية فكانت فاتحة خير، وأعجب المصلين بها وطالبوا بأن يكررها عدة مرات.
تخرج الدكتور أحمد عمر هاشم في كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف عام 1961، وحصل على درجة الدكتوراه في نفس تخصصه، وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983، ثم عُين عميداً لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، وفي عام 1995 شغل منصب رئيس جامعة الأزهر حتى 2003، وأصبح عضو مجلس الشعب بالتعيين لأكثر من مرة وتولى رئاسة اللجنة الدينية مرات متعددة، كان خلالها ينادى بحقوق الدعاة وأهمية النظر إلى أحوالهم حتى تستقيم الدعوة ويستطيعون أداء المهام الموكلة إليهم في التجديد الديني واشتهر باعتداله.
وللشيخ الجليل العديد من المؤلفات المهمة، حيث ألّف أكثر من 120 كتابًا خلال مسيرته العلمية، آخرها كتاب «فيض الباري في شرح البخاري»، وهو عبارة عن 16 مجلدًا، كل مجلد 600 صفحة، واستغرق في إنجازه 17 عامًا، ومن مؤلفاته كذلك : الإسلام وبناء الشخصية، من هدى السنة النبوية، الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها، التضامن في مواجهة التحديات، الإسلام والشباب، قصص السنة، والقرآن وليلة القدر، وغيرها الكثير من المؤلفات.
ورأى الدكتور أحمد عمر هاشم في شبابه رؤيا كانت بشارة له بأنه سيكون من العلماء، وقال عنها : عند وصولي إلى السنة النهائية بكلية أصول الدين رأيت في المنام أن النبي الكريم يطوف عند باب الكعبة وأنا أسير خلفه، واستيقظت فرحاً مسروراً وحين رويت لأبي الأمر أخبرني بأن الله سيوفقني للسير على الهدي النبوي وأحقق نجاحاً كبيراً، ولم يمر سوى أسبوع واحد حتى تم اختياري ممثلاً للكلية لأداء فريضة الحج وهي أول مرة أؤدي فيها الفريضة، وهي من بركات رمضان.
وطالب في عام 2000، عندما كان يشغل منصب رئيس جامعة الأزهر، بسحب رواية «وليمة لأعشاب البحر» للروائي السوري حيدر حيدر من السوق ومنع تداولها قائلا : «الفجور ليس من الفن والابداع»، كما طالب بإصدار قانون يجرم ويعاقب كل من يعتنق الفكر البهائي واصفًا البهائية بأنها فئة ضالة تدعي النبوة وتسعي إلي هدم الإسلام.