إبراهيم الرفاعي .. أسد الصاعقة
حقق مسلسل «الإختيار» نجاح كبير منذ بدء عرضه وحتى الآن، حيث يستعرض العمل الدرامي السيرة الذاتية لآحد أبطال القوات المسلحة الذين ضحوا بحياتهم الفترة الأخيرة وهو الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسى - قائد الكتيبة 103 صاعقة - الذى استشهد فى كمين مربع البرث، بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، ويُظهر العمل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية فى حياة البطل الراحل.
ومنذ الحلقة الأولى أصبح مسلسل «الإختيار» الأكثر مشاهدة من بين كل المسلسلات المشاركة في السباق الرمضاني، لما يقدمه العمل من بطولات خارقه لجنود مجهولين لم يكن أحد يعرف تفاصيل حياتهم لولا تقديم عمل درامي يستعرض سيرتهم الذاتية، وهو الأمر الذي جعل البعض يتساءل عن كم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ولهم بطولات عظيمة تستحق أن نلقى عليها الضوء لكي يحتفى بهم المجتمع، أو بمعنى أدق كم أحمد صابر منسي في تاريخ الجيش المصري المشرف ؟.
وهنا نلقى الضوء على بطل من أبطال القوات المسلحة الذي لا يعرف عنه الكثير من المشاهدين شيء رغم بطولاته الكثيرة التي أرعبت العدو لسنوات طويلة، وهو الشهيد إبراهيم الرفاعي، وهو من مواليد مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931 ، كان قائد المجموعة 39 قتال صاعقة خاصة في حرب أكتوبر وقتل فيها يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973- 23 رمضان 1393 بعد أن ضرب المثل فى الفدائية والشجاعة فى القتال.
وقاد إبراهيم الرفاعي فى حرب الاستنزاف المجموعة 39 قتال من أبطال الصاعقة المصرية، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 واختار الشهيد البطل شعار رأس النمر كرمز للمجموعة، وكانت هواية أبطال المجموعة وتسليتهم الوحيدة على الجبهة بعد نكسة 1967، هو التسلل إلى عمق سيناء وزرع الألغام فى خطوط إمدادات العدو وتفجير منشأته، وقتل من يعترضهم من جنوده، وكانوا كثيرا ما يعودون وهم يسوقون أفرادا من الصهاينة وفى أيديهم قيود الأسر، الأمر الذى جعل حياة الجندى الإسرائيلى فى سيناء مضطربة ككابوس مفزع.
وتعد عملية الثأر لمقتل الفريق الشهيد عبد المنهم رياض، أبرز بطولات الشهيد البطل والتي أطلق عليها عليها عملية لسان التمساح، وقام وقتها العميد إبراهيم الرفاعى باستطلاع النقطة الإسرائيلية التى أصابت الفريق من أعلى مبنى إرشاد السفن بالإسماعيلية، تسلل البطل ومجموعته عبر قناة السويس إلى النقطة المحددة وقاموا بتدميرها وقتل من فيها 44 من الإسرائيلين ونسف مخازن الذخيرة والمؤن بها وتدمير مدرعتين إسرائيليتين وإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصري ومكث فيها إلى صدرت له الأوامر بالعودة.
كما قاد القائد البطل عملية فتح طريق الزعفرانة، بعدما قامت قوات العدو الصهيونى بالهجوم على منطقة الزعفرانة بالبحر الأحمر، ومن أهم بطولاته نسف طريق أسفلتى فى منطقة رأس المعلب بجنوب سيناء، وقيامه بقصف مطار الطور بالصواريخ 130 مم.
وأثناء حرب أكتوبر تم استدعاء الرفاعى فى غرفة عمليات الحرب أمام الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل، وشرحا له فى عجالة الموقف فى الثغرة وطلبا منه إعداد خطة لتدمير المعبر الصهيونى، وتقدم البطل مع قواته وفى يوم 19 أكتوبر، ومع بداية آذان المغرب سقط البطل إبراهيم الرفاعى بين رجاله، فسارعوا إليه ليكتشفوا أن شظية من قذائف العدو اخترقت صدره وأصابته، وسالت الدماء الذكية، وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها.
