الشيخ الطيب .. أحمد الطيب الذي عبر بـ الأزهر إلى بر الأمان
تجمع شخصية الدكتور أحمد محمد الطيب الإمام الأكبر، شيخ جامع الأزهر، بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعددة.
فهو يمثل العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعي إلى ثقافة التسامح والحوار والدفاع عن المجتمع المدني، وقد تجلَّت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه.
ويجمع الدكتور الطيب بين العالم والداعية المستنير الذي يقدم الفكر الإسلامي من خلال معرفة دقيقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية فضلاً عن العربية.
استطاع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال 10 سنوات هي مدة توليه كرسى المشيخة، أن يقود سفينة الأزهر إلى بر الأمان وأن يجنبه المخاطر نتيجة الأمواج المتلاطمة التي كادت أن تغرقه لولا حكمته في التصدي للعديد من الأمور، فمنذ توليه لم يمر عاماً واحداً إلا وواجه الأزهر وشيخه العديد من التحديات منذ إندلاع ثورة 25 يناير، ومحاولات الإخوان اختراق الأزهر والإطاحة بالطيب من كرسى المشيخة، وزيادة الضغوط ومحاصرته بمكتبه من أجل إعلان إستقالته، إلى أن قامت ثورة 30 يونيو والتي ساند فيها الدولة لعبور النفق المظلم.
ولد الطيب بقرية القُرَنة التابعة لمحافظة الأقصر في 3 من صفر من عام 1365هـ، الموافق 6 يناير عام 1946، وينتمي إلى أسرة صوفية ويرأس شقيقه محمد الطيب الطريقة الصوفية الخلوتية.
وحصل الشيخ الطيب على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، ومن ثم شهادة الماجستير عام 1971، وبالتالي درجة الدكتوراه عام 1977، وعمل في عدد من الجامعات، منها : جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة قطر، وجامعة الإمارات، والجامعة الإسلامية العالمية – باكستان.
كما حصل على العديد من الأوسمة حيث منح الملك عبد الله الثاني ملك الأردن فضيلته وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وكذلك شهادة العضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، في يوليو 2005، كما تسلَّم جائزة الشخصية الإسلامية، التي حصلت عليها جامعة الأزهر، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي في 2003، وحصل على جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم «شخصية العام الإسلامية» عام 2013، واختير شخصية العام من دولة الكويت بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2015.