بعد عرض أول حلقتين .. «الفتوة» ياسر جلال في فخ «حرافيش» نجيب محفوظ
يظل الحكم على الأعمال الدرامية من الحلقات الأولى أمراً غير منطقي، لكنها غالباً ما تحمل إشارات قوية لشكل العمل.
وبعد عرض الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل الفتوة الذي يقوم ببطولته ياسر جلال، ومي عمر، نجلاء بدر، ومن تأليف هاني سرحان، وإخراج حسين المنباوي، بدا واضحاً أن الكاتب تأثر برواية «الحرافيش» للأديب العالمي نجيب محفوظ.
وبلا شك إن هذا العالم مرتبط بأديب نوبل، وهو ما جعل الجمهور يتسائل بعد الإعلان عن التحضير للعمل عن علاقته بملحمة الحرافيش، ليخرج هاني سرحان مؤلف «الفتوة» ويؤكد في أكثر من تصريح قبل عرض المسلسل أنه لم يستعن بالحرافيش، لرغبته في تقديم عمل مختلف عن عصر الفتوات.
لكن الحلقتين الأولى والثانية حملت تأثراِ واضحاً برواية محفوظ، ولعل أبرز هذه التشابهات التركيز على الحارة التي يحكمها فتوة ظالم يجمع الأتاوة من أهلها رغم عدم امتلاكهم لقوت يومهم، وهي الشخصية التي يقدمها أحمد صلاح حسني، وفي المقابل يوجد شخص آخر يصبح الفتوة فيما بعد، يدافع عن حقوقهم وهو الدور الذي يلعبه ياسر جلال، حيث يتصدى لفتوات الحارة الظالمين، ويأخذ أموال الأتاوات منهم ليردها للبسطاء.
كما أن فكرة ظهور الفتوة الملثم الذي يظهر في الليل ويعيد الحقوق لأصحابها مستوحاه أيضاً من رواية «الحرافيش».
كذلك نسب البطل الرئيسي في العمل حسن الجبالي، والذي دوماً ما يتحدث عن جدوده الفتوات، الذين كانوا ينصرون المظلوم، ربما يتطابق مع عائلة الناجي التي ألقت الضوء عليها رواية نجيب محفوظ.
لكن هل سيرسم ياسر جلال بمسلسله الجديد خطاً آخر مختلف عن عالم محفوظ وحرافيشه ؟ .. ذلك ما ستكشفه الحلقات القادمة.
