أقرب المقربين لأحمد زكي : هذا ما جرى في آخر يوم في حياته
لم يكن ممثلاً بل كان إمبراطوراً في التمثيل لا يخضع للمقارنة، لم يصل أحداً إلى مكانته الفنية أو الإنسانية، صاحب مدرسة خاصة في عالم الأداء المنفرد، من يقف أمامه في مشهد، يضعه في مقدمة مسيرته الفنية، هو إمبراطور السينما العملاق أحمد زكي.
يحل اليوم الموافق 27 مارس ذكرى رحيل النمر الأسود والذي أثرى السينما المصرية بأعماله حتى أصبح علماً من أعلام مصر، وقد تواصل «خبر أبيض» مع مدير أعماله محمد وطني أقرب المقربين إلى النجم الراحل، والذي عاش معه لسنين طويلة، ليكشف لنا تفاصيل آخر أيامه ويحكي مواقف لأول مرة تحكى.
فقال : علاقتنا لم تكن علاقة عمل فقط ولكنه كان صديقي المقرب، ورحيله كان صدمة للجميع ولي بصفة خاصة، لم أتركه في الفترة الأخيرة نهائياً رغم أنه كان قد دخل في غيبوبة إلا أني كنت مرافقاً له ومن الذين لم يتركوه أيضاً بالتأكيد هيثم ابنه رحمه الله، ورغدة، سمير عبد المنعم ابن خاله، دكتور حسن البنا، دكتور ياسر عبد القادر، وعلى رأس هذه المجموعه صديقه الأستاذ عماد الدين أديب.
وصية أحمد زكي الأخيرة
وأضاف : لم يوصي بشيء سوى مرة واحدة طلب مني أن أقترب منه وقال لي : « يا وطني أنا تعبتك معايا وليا طلب واحد بس، تقف مع هيثم في العزا»، لم تمر علي كلماته مرور الكرام، بل دخلت في نوبة من البكاء وظل قلبي منقبضاً فقد كان يشعر بأن النهاية قد اقتربت، ورغم أني أعلم ذلك إلا أن نطق الكلمة كان مؤلماً.
حقيقة علاقته برغدة
وعما تردد عن علاقة أحمد زكي برغدة أوضح قائلاً : لم تكن هناك أي علاقة عاطفية بينهما بل كانت علاقة صداقة نقية صافية قوية ترجع لسنوات طويلة، وهذا بسبب طباع أحمد زكي الرائعة وجدعنة رغدة التي لن تتكرر فهي لم تتركه لحظة خلال مرضه ولم تلتفت لأية شائعات دارت حول هذه العلاقة فكان الأهم لديها هو وجودها بجواره في فترة عصيبة من حياته، كانت تخدمه وتحيطه بعناية فائقة وكأنه ابن من أبنائها، وكان هذا بحكم الزمالة والصداقة.
الموقف الأخير قبل وفاته
في العشرة أيام الأخيرة من حياته - وهذا مالم يعلمه أحد -، كان يومياً عند أذان الفجر ينادي على أمه، ويظل يكرر نداءه« ياما.. ياما» بصوت عال فأحضرناها له من بلدها الشرقية، وجلست معه طويلاً حتى أنه شعر بوجودها وظل يطلب منها الدعاء قائلاً : «إدعيلي ياما»، ثم عادت مرة أخرى إلى بلدتها وتوفى وهي بعيدة عنه، مستكملاً : أما اليوم الأخير بحياته، فكان مازال بغيبوبة وقد دلفت إليه بغرفة العناية المركزة الساعة الثالثة فجراً وجدته يتصبب عرقاً فعلمت أن النهاية قد اقتربت، جلست بجواره أقرأ له آيات من القرآن، حتى يكون آخر ما يصل إلى أسماعه هي كلمات الله، وكان معي أستاذ سمير عبد المنعم، وقد غلب هيثم النعاس من شدة الإرهاق، وبعدها رحل أحمد زكي.