حسن يوسف في ذكرى ميلاد الولد الشقي : لن أنسى مقالب أحمد رمزي
هو فتى أحلام كل بنات جيله، جان السينما المصرية، الولد الشقي كما كان يطلق عليه، في ذكرى ميلاد العبقري أحمد رمزي الذي يوافق اليوم 23 مارس الجاري، فتح لنا صديقه حسن يوسف صندوق الذكريات ليروي لنا المواقف الإنسانية والمقالب الكوميدية التي جمعت بينهما.
استهل يوسف حديثه لـ «خبر أبيض» بقوله : لم تكن علاقتنا زمالة عمل فقط بل كانت صداقة لم ولن تتكرر، وكنت دائماً أقول له ولرشدي أباظة « إنتوا خواجات ولاد بلد» حيث كان رمزي والدته اسكتلاندية، ورشدي والدته إيطالية، ولم تكن طبيعتهم طبيعة الخواجات بل كانوا حقاً ولاد بلد، جمعتنا العديد من الأفلام.
بداية العلاقة بين رمزي وحسن يوسف
مضيفاً : كان أول لقاء بيننا من خلال فيلم «الشياطين الثلاثة»، بدأت العلاقة بزمالة راقية، وتوقع كل المحيطين لعلاقتنا أن تشوبها الغيرة، حيث بدأت بعد رمزي بـ 6 سنوات وكان نجم له مكانته، فيما قدمنا أدواراً متشابهة من حيث خفة الدم وتقديم شخصية الولد الشقي، ولكننا خيبنا آمال كل من تنبأ بذلك.
واستكمل : رمزي كان من أطيب الناس، لم تكن ميوله عدوانية ولا حتى أنا، فتحولت الزمالة إلى صداقة وطيدة بيني وبينه ورشدي أباظة وعمر الشريف، وكنا نفترق فقط في السهرات، فكانت لهم سهراتهم البعيدة عن ميولي ولم أحضرها معهم ولكن نجتمع أثناء التصوير أو في النادي نهاراً أو في الزيارات، خاصة وأن علاقتنا في العمل بعيدة كل البعد عن النفسنة ولذلك نجحت أفلامنا.
موقف لا ينساه مع رمزي
وأتبع : من المواقف التي جمعتني برمزي ولا أنساها، كنا نعمل على تصوير فيلم من بطولتنا، وكنت أنا أصغرهم وحديث الظهور في السينما، وطلب مسؤول التوزيع من المنتج أن يكتب اسمي على الأفيش قبل اسم أحمد رمزي لتسهيل التسويق، رغم نجومية رمزي التي لا يختلف عليها أحد، لم يكن أي منا يعلم بهذا الاتفاق، وحين وصله الخبر حزن وغضب وأتى إلي مستنكراً هذا التصرف اعتقاداً منه أن هذا بناءاً على طلبي، فأوضحت له أني لا أعلم شيء، وذهبنا سوياً إلى المنتج وهددنا بعدم استكمال التصوير لو استمر هذا الوضع وصممت على إعطاء رمزي حقه الأدبي والذي يحفظ لنجوميته مكانتها، حتى رضخ المنتج لضغطنا عليه وبالفعل كُتب اسم رمزي في المقدمة.
مقالب رشدي ورمزي
ويضيف : كان الجو العام في جميع الأفلام التي نجتمع بها يسيطر عليها روح الفكاهة والضحك حتى أن العاملين بالفيلم عندما يعلمون اجتماعنا بعمل معين يتمنون مشاركتنا، من جمال الروح المسيطرة على الأجواء، وأذكر مقلب خلال كواليس فيلم «الشياطين الثلاثة» في أحد المشاهد داخل زنزانة بالسجن، وصُمم الديكور على هيئة سرير ثلاثي الأدوار، وبما أن رشدي أباظة كان أضخمنا جسمانياً، فكان يأخذ هو الدور الأول من السرير، ثم الدور الثاني لأحمد رمزي، وأنا في الأخير، ودون علمي اتفق علي رمزي ورشدي، بعد انتهاء المشهد، أن يقوموا بقلب السرير وأنا في أعلى دور للإطاحة بي، وبالفعل بمجرد أن نطق المخرج بانتهاء الشوت، قاما بقلب السرير لأجد نفسي أطير بالهواء ما جعل الاستوديو بأكمله ينفجر ضاحكاً.
اللقاء الأخير
وتابع : بعد فترة وبطبيعة الحال بدأت الأضواء تنحسر عن رمزي كما يحدث مع أي نجم، فقرر الاعتزال للحفاظ على تاريخه، خلال فترة غيابه توفت خالته باسكتلاندا وورث منها مبلغاً من المال فسافر لاستلام ميراثه، وعند عودته أول ما فعله هو إرسال زوجته وابنه القعيد إلى لندن لتلقي العلاج، وبناءاً على ذلك فقد أصبح رمزي وحيداً تماماً، فقام بشراء شاليه بهاسيندا، كنا نظن أنه سيقضي به الصيف فقط ثم يعود إلى القاهرة، إلا أنه وضع نفسه بهذا الشالية في عزلة تامة بعيداً عن كل الناس وأصبح العرب المقيمون في الساحل الشمالي هم أهله.
واستطرد : أصرت فاتن حمامة على أن يشاركها مسلسل «وجه القمر» لترفع من حالته المعنوية وتخرجه من هذه العزلة، وأيضاً عمر الشريف شدد على مشاركته في مسلسل «حنان وحنين»، واستعانوا بي لإقناعه، ولكنه عاد إلى عزلته مرة أخرى بعدما لاقى بعض التعليقات على ثقل لسانه بالتمثيل، وخلال هذه الفترة ذهبت إليه بالشاليه في زيارة سريعة وكان هذا آخر لقاء جمعني به.