حفيدة عقيلة راتب في ذكرى ميلادها : جدتي فقدت البصر أمام الكاميرا
في فيلم عائلة زيزي قدمت عقيلة راتب دور الأم لسعاد حسني والتي أحبت الفن وأصرت على التمثيل فيما كانت هي ترفض ذلك، وهذا ما حدث معها في الحقيقة، حيث قررت احتراف الفن غناء وتمثيلاً ولكن والدها رفض رفضاً قاطعاً ما اضطرها لمغادرة المنزل والعيش بكنف عمتها والتي كانت هي الأخرى «غاوية فن»، حتى أن والدها أصيب بالشلل وظل مقاطعاً لها طيلة عمره حتى أيامه الأخيرة، حين طلب رؤيتها قبل وفاته، وكان قد سامحها.
وفي ذكرى ميلاد عبقرية السينما المصرية عقيلة راتب، والتي تحل اليوم الثالث والعشرين من مارس الجاري، تواصل «خبر أبيض» مع حفيدتها جيني، لتروي لنا مالا نعلمه عن حياتها، وتفاصيل اليوم الذي فقدت فيه بصرها، فقالت : كانت جدتي ست بيت من الطراز الأول، طالما خرجت من لوكيشن لتصوير تعود مرة أخرى ست بيت كأي ست بيت مصرية، تبتاع كل احتياجاتها بنفسها، ورغم أن فقدت بصرها في سنواتها الأخيرة إلا أنها كانت تحفظ مكان كل شيء ولم تطلب أي مساعدة من أي شخص، لقد عاشت طوال حياتها تعتمد على نفسها، لم نشعر يوماً أنها بحاجة لأحد، كانت شخصية قوية جداً جداً وحازمة على عكس ما يظهر على الشاشة.
قصة فقدانها لبصرها
وأضافت : من شدة إخلاصها لعملها وشخصيتها التي لا تتهاون في تأدية أي واجب عليها، تحضرنى تفاصيل اليوم الذي فقدت فيه بصرها، حيث كانت في الاستوديو تصور دورها في فيلم «المنحوس»، وكانت قد شارفت على الانتهاء من دورها بأكمله وتبقى لها فقط ثلاثة مشاهد، وفجأة وبدون مقدمات لم تعد ترى، علمت أنها أصيبت بالعمى ولكن توقعت أن يكون مؤقتاً بسبب إصابتها بالمياه البيضاء على عينيها، فأعطت رقمي لأحد العاملين بالاستوديو واتصل بي وذهب إليها فوراً، ورغم أنها فقدت البصر إلا أنها رفضت الخروج من الاستوديو إلا بعد إتمام مشاهدها كاملةً.
واستكملت : جلست إلى جوارها أكرر عليها المشاهد كي تحفظها فهي لا تستطيع القراءة، وكنت أصف لها كم خطوة يجب عليها أن تتحركها ومتى عليها أن تلتفت وتدير وجهها، وبالفعل لم تخرج من الاستوديو قبل أن تنهي مشاهدها.
وأردفت : انتهت جدتي من عملها وأخذتها وذهبنا إلى المستشفى، وهناك علمنا أن الأمر منتهي ولا أمل من عودة بصرها مرة أخرى حيث أن العصب البصري قد مات ولن تجدي أية محاولات حتى الجراحة، لأنهاكانت تعاني من المياه البيضاء على عينيها وظلت تعاني حتى ضاع بصرها كاملاً وقد ظلت كفيفة 12 عاما قبل وفاتها.
زواجها بتوقيع علي الكسار
كان الفنان حامد السيد أحد أبطال فرقة علي الكسار، وحيث أن عقيلة كانت تتمتع بصوت عذب، فقد ولد على المسرح دويتو غنائي بينها وبين حامد، وولدت أيضًاً قصة حب خفية بينهما لم يفصح أحدهما عنها، فقد أحبها من النظرة الأولى ولكنه كتم عنها الأمر خشية الرفض، إلى أن جاءت لحظة حاسمة، وقتها فقط اكتشفت عقيلة حبه لها، وذلك حينما جاء أحد الأثرياء المترددين على المسرح ليخطبها من أبيها الروحي علي الكسار، هنا صرخ حامد في وجهه قائلاً : «أنا بحبها يا أستاذ علي»، وتم زواجهما بالفعل وأقام لهما الكسار حفل زفاف على خشبة مسرحه.
ورغم قصة الحب إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفينتهما، فقد كان حامد في بداية حياته الزوجية منطلقًا بدرجة كبيرة، وهو ما لم يرق لزوجته المحافظة وتسبب ذلك في بعض الخلافات بينهما، واتفقا على الطلاق، ولكنه لم ينقطع عن زيارتها وابنتهما الوحيدة أميمة.
وعن علاقة عقيلة بحامد قالت جيني : كانت علاقة طيبة حتى بعد الانفصال، واعتادت على السؤال عليه وزياراته لم تكن تنقطع عنا، وحين علمت أنه قد مرض، أصرت على أن يتزوج من امرأة أخرى لترعاه وبسبب إلحاحها وافق جدي على الزواج حتى أنها وافقت على زوجته، وبعد وفاة زوجته الثانية لم تتركه جدتي أبداً بل تواجدت إلى جانبه طوال الوقت حتى أيامه الأخيرة حين بدأ المرض يتملك منه.
نالت راتب شهادة تقدير من الملك فاروق، وكرمها جمال عبدالناصر عام 1963، و منحها أنور السادات منحها وسام الدولة، كما حصلت على جائزة من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1998 قبل وفاتها في 22 فبراير 1999،عن عمر يناهز 82 عاما.