ابنة حمدي غيث في ذكرى وفاته : عباس الضو أصعب أدواره ولم يحب فيلم الرسالة
يحل اليوم السبت السابع من مارس الجاري، الذكرى الرابعة عشر لوفاة الفنان القدير حمدي غيث، والذي يعد أحد عمالقة التمثيل في جيله، ومن أبرز ممثلي المسرح في عصره الذهبي، حيث تعددت مواهبه ما بين الإخراج والتمثيل كما عمل أستاذا بمعهد الفنون المسرحية ليكون معلما ونبراسا للأجيال المتعاقبة.
بهذه المناسبة تواصل «خبر أبيض» مع ابنته مي، لتكشف لنا الوجه الآخر فى حياة غيث وأصعب المواقف التي مر بها، وأيضاً أصعب دور قدمه، فقالت : من أصعب الأدوار التي قدمها والدي، والذي كان جعله يدخل في حالة إعياء نفسي وجسدي طوال فترة العمل عليه، استكماله لدور عمي عبدالله غيث فى الجزء الثانى من مسلسل المال والبنون.
أزمته مع دور عباس الضو بعد وفاة عبدالله غيث
وتابعت : كان رافضاً لتقديم هذا الدور بالذات ولكن مع إلحاح المخرج وتأكيده بأنه سيكون أفضل من يكمل الدور اضطر للموافقة، ولكنه كان متأثراً جداً ولم يكن يستطع التحدث إلينا، كانت حالته النفسية في أسوأ فتراتها.
تواصل مى : تغير والدي بعد وفاة عمي 180 درجة، لم يعد كسابق عهده، كان دائم الضحك والمرح، لكن بعد وفاة عمي ومن بعدها بسنوات قليلة وفاة جدتي، أصبح أبي إنساناً آخر لا نعرفه، حيث طالما اعتبر عمي عبدالله إبنه وليس شقيقه، أذكر أيضاً دوره في مسلسل ذئاب الجبل والذي كان يشارك عمي بطولته، حيث لم يكمل عبدالله دوره بالمسلسل وتوفى قبل إتمام العمل، وطبعاً كان من الصعب على أبي استكمال دوره بدون أخيه، ولكنه اضطر لذلك بضغط شديد على أعصابه، حتى أثر على حالته الصحية وأصيب بمرض السكر من شدة حزنه.
الوجه الآخر لحمدي غيث ومشكلته مع مخرج الرسالة
واستكملت : كان أبي يتحلى بروح عالية من المرح، لم يكن جاداً كما كان يظهر على الشاشة، وأتذكر هنا أنه فى أثناء تأديته لدوره بمسلسل محمد رسول الله طلب منه المخرج أن يحلق شعره تماماً ورفض لبس الباروكة وحلق بالفعل، ولكنه كان بمجرد دخوله البيت يجري خلفنا ليخيفنا بشكله المختلف وكان كثيراً ما يدبر لنا المقالب ولأصدقائه أيضاً، وكان دائماً يقول : «أنا مبحبش النكد»، ولذلك شعرنا بالفرق في شخصيته بعد وفاة عمي رحمه الله، برغم أنه كان يحاول دائماً أن يخفي دموعه عنا.
وأضافت : من أكثر الأدوار التي كانت سبباً في سعادته عندما عرض عليه دوره في فيلم الناصر صلاح الدين، حين طلبه الأستاذ يوسف شاهين للعمل، أما أتعس دور في حياته فكان دوره في فيلم الرسالة، ولم يشاهده أبي ولا حتى لمرة واحدة في حياته، فقد وقع خلافاً كبيراً بينه وبين المخرج مصطفى العقاد ولم يكمل أبي دوبلاج الصوت وقدم الدور بصوت فنان آخر هو عادل المهيلمي.
موقفه من دخول أبنائه مجال التمثيل ووصيته الأخيرة
وعن رأيه في دخولهم مجال التمثيل علقت : لم يرفض أبداً دخولي أنا أو أختي مجال التمثيل ولكن كان يشترط فقط إكمال دراستنا قبل التفكير في الأمر، ولكن عمي عبد الله كان يرفض الفكرة رفضاً قاطعاً كما كان يرفض أن يدخل ابنه الحسيني مجال التمثيل، برغم أنه يعتبر «جان» والكثير من المخرجين طلبوه لأعمال عدة ولكن عمي رفض، خوفاً علينا من فقداننا استقرارنا العائلي.
وبشأن وصية والدها اختتمت : كانت وصيته الأساسية لنا الحفاظ على صلة الرحم وعلى علاقتنا ببعضنا البعض وبأفراد العائلة كاملة، خاصة أبناء أعمامي، وكانت آخر أيامه قاسية عليه فقد أصيب باكتئاب بسبب إقامته بالمنزل وأثر ذلك سلباً على حالته الصحية.