زمن التلفزيون الجميل .. طارق حبيب الذي حاور الكبار ومات قهراً بسبب الإخوان
إعلامي كبير ومقدم برامج قدير، وصاحب مقولة «مع أجمل المنى وأرق تحياتي»، تميزت البرامج في عهده بالقوة والجرأة، إنه طارق حبيب، الذى طالما حظيت برامجه بنسب مشاهدة كبيرة للغاية، وهو ما جعله يستمر في تقديم البرامج، حتى مع تقدمه في السن، ولم يبعد عنها إلا بعد وصول الإخوان إلى الحكم، وتعيين وزير إعلام من أبناء الجماعة الإرهابية.
بدأ حبيب العمل في التلفزيون المصري عام 1970 بأول برنامج جماهيري له «إثنين على الهوى»، وكان له السبق في عقد العديد من اللقاءات مع كبار الشخصيات، حيث يعد أول من سجل لقاءات مع الأدباء الكبار في مصر، وأبرزهم: طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، بالإضافة إلى عدد كبير من السياسيين والشخصيات العامة منهم الرئيس الفرنسي ديستان، والملك قسطنطين آخر ملوك اليونان، والزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، وملكة مصر والسودان ناريمان، وملكة الأردن دينا عبد الحميد، والدكتور مصطفى محمود والشيخ محمد متولي الشعراوي والموسيقار محمد عبد الوهاب، وعشرات النجوم الذين قدم بعضهم في كتاب بعنوان «هؤلاء من الألف للياء»، كما أنه أول من سجل لقاء مع الأدباء الكبار في مصر أمثال طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وتميز بأنه كان محاور ماهر له أسلوب مشوق في تقديم برامجه.
كان حبيب يدرس الشخصية التي يحاورها جيداً، حتى يكون ملم بكل تفاصيل حياتها، وكان يخرج من الحلقات بمعلومات جديدة، وهو الأمر الذي كان يميز برامجه عما كان يقدم في تلك الفترة.
ومن أشهر البرامج التي قدمها: «أهلا وسهلاً»، و«حروف وألوف»، و«أتوجراف»، «الكورة فن»، و«مِن الألف إلى الياء»، و«فلاش»، و«تليسكوب»، و«أمس واليوم وغداً»، و«كرسي الاعتراف».
وقبل وفاته كشف حبيب عن سنوات الفتور العشر بينه والتليفزيون المصرى والتى لم يعرف سببها، وأجبرته على الابتعاد عن جمهوره المصرى، وقدم فيها عدد من البرامج فى تليفزيونات الخليج ولكن كان الشوق دائماً بداخله للعودة لبيته، وقال : «هناك من كان يردد أن إبعادى جاء لأسباب سياسية وهذا ليس صحيحاً، لأننى لم يكن لى أية اتجاهات سياسية أحاسب عليها، فلم أكن يوما ملكياً ولا ناصرياً أو ساداتياً، والحقيقة أن البعض كان يراني ثقيل الظل ولا أقدم الصورة النموذجية للإعلام».
وقدم خلال فترة غيابه عن مصر العديد من برامج الحوار والمنوعات فى تليفزيونات الكويت والبحرين والإمارات والسعودية، حتى عاد للتليفزيون المصرى من جديد فى منتصف الثمانينيات، وقدم برنامجاً يومياً فى رمضان كان يحمل اسم «دورى النجوم»، ولاقى نجاحاً لدى الجمهور لحداثة فكرته وقتها، واستمر في تقديمه لمدة 8 سنوات.
وقد أكدت زوجته فى تصريحات سابقة أن حالته النفسية تأثرت بشكل كبير عقب تولي الإخوان حكم مصر، ولم تعجبه سياستهم سواء في إدارة البلاد، أو فيما يخص ملف الإعلام، فرفض الظهور في البرامج وقتها حتى مات قهراً في 14 يونيو 2013 عن عمر ناهز 77 عامًا، ولم يمهله القدر ليرى ثورة 30 يونيو، والتي قامت بعد وفاته بأسابيع قليلة.