في ذكرى ميلاده .. سحر رامي تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة حسين الإمام
نشأ في عائلة فنية، تأصل الفن بداخله، حتى اكتشف أن موهبته لا تتوقف عن حدود معينة، فهو مؤلف ومنتج وممثل ومخرج، ومقدم برامج ناجح، وهو أيضا حسين الإمام الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث كشفت لنا زوجته الفنانة سحر رامي عن تفاصيل آخر لحظات حياته، وآخر حوار دار بينهما.
سحر قالت فى تصريح خاص لـ «خبر أبيض» : حسين كان صديقاً قبل أن يكون زوجاً، كان سابقاً لعصره، ويتعامل في حياته الخاصة مثلما يظهر على الشاشة، الشخصية القوية الذكية ذات النظرة الثاقبة المثقفة والمرحة أيضاً حتى أن البعض كان يحسدني على كوني زوجته، كان محباً لأسرته، ولوالده بشكل كبير، وكان أكثر ما يفرحه نجاح أولادنا في أي مجال وأن يكونوا بخير حال، أيضاً كان يسعده مساعدة الناس وأن يأخذ أحد برأيه ويأتي عليه بالخير، حسين كان سنداً لكل من حوله.
وتابعت : أصعب موقف مر به بحياته، وفاة والده المخرج الكبير حسن الإمام، لأنه كان مرتبطاً به بشدة، غير أنه كان ذو هيبة شديدة، وظل تأثره به حتى يوم وفاته.
وأضافت : حسين كان حالة، وله طريقة تفكير مختلفة، يحضرني موقف، حينما كنا نشاهد فيلم «كابوريا» بعد عرضه بـ 17 عاما، وكانت من ضمن الكومبارس النجمة العالمية «كيت بلانشيت»، والتي حصلت على الأوسكار أكثر من مرة وأصبحت نجمة عالمية، فأصابني بعض الانزعاج، وقلت له، كانت معنا كومبارس، وأصبحت الآن نجمة عالمية، لماذا لم نصنع أفلاماً خلال كل هذه المدة؟ كنت أنا البطلة والباليرينا، فتعلمت هي الباليه وأنا لم أعمل من بعده، فجاء رده بمنتهى السلاسة، حتى جعلني أدخل في نوبة ضحك، قال لي: «أه فات 17 سنة ومعملناش ولا فيلم، وإيه يعني»، كان يأخذ كل الأمور ببساطة.
أما عن تفاصيل آخر يوم له قبل الوفاة، فقالت : «في الفترة الأخيرة بحياته، كان ينوي تغيير مسار حياتنا بشكل جذري، فكان ينتظر أن ينتهي إبني من امتحانات الثانوية العامة، لننقل إقامتنا إلى بلجيكا، حيث أننا جميعا حاصلين على الجنسية، وكان خلال هذه الفترة يصور مسلسل في لبنان، واعتاد على السفر والعودة وقت التصوير، وقبل يوم وفاته بيوم واحد عاد إلى مصر ليحتفل معي بعيد ميلادي، ليعد حفلاً لهذه المناسبة نجتمع فيه مع الأصدقاء، وهذه المرة أصر على الحفل رغم أني رفضت حتى لا أرهقه أكثر، حتى أنه أعد الطعام للحفل بنفسه.
وخلال طريقنا للعزبة حيث سيقام الحفل، بدأ في تنسيق حياتنا المستقبلية، ومتى سنسافر وكيف سننقل إقامتنا، وأين سنستقر، وبدأ في تنسيق مستقبل أبنائنا وسألني هل سأتحمل العيش ببلجيكا؟، فأجبته بإني معه في أي مكان سأكون سعيدة».
واستكملت : «وصلنا وبدأ الحفل وكان اليوم رائع، رقصنا وغنينا، وأكلنا جميعاً إلا هو، لم يأكل أو يشرب أي شيء، وقام بعرض آخر أعمالنا، وهو فيلم «زي عود الكبريت» ليشاهده أصدقائنا، وصعد للدور العلوي ليدخل الحمام ويستحم، بعد يوم مرهق، ولكني لاحظت طول فترة غيابه، بعدما مرت ساعة، فصعدت لأتفقده، وناديت عليه فأجابني قائلاً : تعالي يا سحر مش قادر آخد نفسي، فدخلت له مسرعة، عند وصولي إليه سقط علي مفارقاً للحياة، ولم تفلح معه أية إسعافات أو محاولات، وأنهت حديثها: راح حسين ليتركني وحيدة رغم كل من حولي».