رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
كل النجوم صوت وصورة
رئيس التحرير
عبدالحميد العش
facebook twitter youtube instagram tiktok

علي لسان أقرب المقربين .. أسرار حياة الصالح خالد صالح في ذكري ميلاده

خالد صالح
خالد صالح

عندما تُذكر الكاريزما يذكر اسمه، عندما يُذكر الحضور الطاغي تأتي سيرته، عندما نتحدث عن حب الناس لفنان رغم الفراق لابد أن نقول «خالد صالح»، حباه الله وأحاطه بحب كل من عرفه وتعامل معه، فأصبح أيقونة للقبول، وكما قيل «من حبه ربه طيب فيه خلقه»، «خبر أبيض» يكشف في هذا التقرير تفاصيل حياة خالد صالح.

ويحيي «خبر أبيض» ذكرى ميلاده بالتواصل مع أحمد فهيم مدير أعماله وإبن شقيقة الفنان الراحل، ليروي لنا تفاصيلاً لا يعلمها أحد في حياة خالد صالح ويذكر لنا آخر وصاياه.

قال: «تربى خالي خالد صالح في كنف أخيه الأكبر الحاج إنسان صالح، فهو من رباه ورعاه وتكفل به منذ صغره، حيث توفى والده وهو في عمر صغيرة، وكان له الحاج إنسان بمثابة الأب والأم القدوة الحسنة، وكل شيء له في الحياة، حتى أنه قد عمل معه قبل احتراف التمثيل، وتعلم منه الطيبة والحنية والتعاطف مع كل الناس، وكانت وفاته بالنسبة لخالد صالح أكبر صدمات حياته، فقد كان أقرب الناس إليه ولكنه خرج من أزمته بالعمل».

وأضاف فهيم: لم يكن خالد صالح يحتفل بمناسبة عيد ميلاده، إلا أننا كعائلته كنا نود إسعاده كما يسعدنا، فكنا نفاجئه باحتفال صغير وهدايا، وأحياناً كنا نفاجئه في التصوير وقت الراحة بالاحتفال به.

واستكمل: كانت أكثر نصيحة يكررها على مسامعي هي «اللي خايف نطمنه، اللي زعلان نفرحه، اللي مخنوق نقف جنبه»، نقيس على ذلك جميع مواقفه طيلة حياته، لم يترك شخصاً يعرفه في أزمة سواء كان قريب منه أو بعيد إلا وحاول جاهداً أن يفك كربه، كانت سعادته تكمن في سعادة من حوله، لم يشعر بالراحة أبداً وغيره يتألم لأي سبب، وبناءاً على ملازمتي له طيلة الوقت فكنت أشهد على الكثير من هذه المواقف، حتى أني كنت أتعجب وأحياناً كنت أنتقد طيبته الزائدة وتفانيه في مساعدة الآخرين.

كان خالد صالح مريض منذ فترة طويلة، وكانت له نوعيات معينة في الطعام، وكان يعاني من القلب والضغط والقولون، ورغم ذلك عندما يرى العمال في التصوير يأكلون، كان يجلس معهم ويأكل مما يأكلون، دون أن يهتم للأنواع، كان ما يهمه في الأساس هو إسعاد العمال وإزالة المسافات بينه وبينهم، كان في هذه اللحظة يقول لي«جبر الخواطر بالدنيا وما فيها».

وأضاف: خالد صالح بالنسبة لي كان مدرسة في كل موقف له درس جديد لي، في كل جملة ينطقها موعظة جديدة تضاف لحياتي، من أقوى مقولاته لي والتي لن انساها «الفلوس اللي بتجيلنا دي مش بتاعتنا ربنا بيقدرنا نشتغل عشان نجمع فلوس لأننا مجرد بوسطجية بنوصل رسايل»، ورغم ذلك فمساعداته لم تكن مادية فقط، لم يكن يبخل أبداً بنصيحة ولا توجيه ولا تعليم، لم يبخل يوماً بخبرته، فمثلاً هو يعلم أني أعشق التمثيل، فكان يشرح لي كل صغيرة وكبيرة ولكنه لم يساعدني لأدخل مجال التمثيل وهذا كان سهل عليه أن يعطيني دوراً في أعماله، إلا أنه كان دائماً يبرر بقوله «أنا مش هساعدك أنا مليش دعوة أنا عايز الناس هي اللي تقول أحمد كويس ويستحق يمثل، اتعلم طول مانت معايا وبعدين مثل»، خالد صالح كان مدرسة عندما يتحدث يصمت الباقون للإستمتاع له.

وعن أعماله الخيرية قال: لا أريد التحدث عنها حتى لا يزول ثوابها ولكن حق جمهوره التعرف على جوهره الثمين، فمن ضمن المواقف التي شهدت عليها معه، أننا كنا نذهب لبلاد نائية وقرى فقيرة في سرية تامة ويسأل أهل القرية ما الذي ينقصكم؟، فمثلا جامع يُبنى أو شيء آخر يساعد فيه، أو يذهب لأيتام ويلبي احتياحاتهم، وذهبنا كثيراً إلى مستشفى 57357 ودور الأيتام. 

واستقل الراحل تاكسي ذات يوم، وأثناء دردشته مع سائق التاكسي، علم أنه مريض ويغسل كلى، وكان صالح قد تسلم دفعة من أجره عن عمل معين، ودون أن يفتح الظرف، أعطاه كاملاً كما هو للسائق، وفي أيامه الأخيرة سافر للعلاج بأسوان قبل وفاته بشهر فقط، وكانت آخر وصاياه لنا جميعاً هي صلة الرحم، واستمرار الترابط فيما بيننا وأن نجتمع ولا نفترق، لذلك مازال بقلوبنا ولن ننساه.

 

 

 

تم نسخ الرابط