محمود شكوكو .. أول مسحراتي في تاريخ التلفزيون المصري
اشتهر عدد من نجوم الفن المصري بتجسيدهم شخصية المسحراتي، منهم محمود شكوكو، فعند ذكر اسمه سوف تتجسد أمامنا صورة كاملة لفنان شامل، يراه الناس مونولوجيست مبدع مختلف، استطاع أن يناقش قضايا عصره وينتقد كبار الرجال في زمنه بكلمات كوميدية غير معهودة أو مبتذلة، لذا كان بمثابة فرصة ذهبية لمسؤولي الإذاعة والتليفزيون، ليكون مسحراتي مختلفا عن غيره من النجوم، إذ أن الجمهور وقتذاك اعتاد أن يكون المسحراتي خاص بالبرامج الإذاعية فقط.
شكوكو أول مسحراتي في التلفزيون المصري
لكن هيئة محمود شكوكو وحضوره الطاغي جعله أول مسحراتي في تاريخ التلفزيون المصري، حيث كان يظهر مرتديا جلباب أبيض، ويمسك بيده طبلة صغيرة، يدق عليها، ويتجول بين الحواري والطرقات متفقدا أوضاع العباد قبل ساعات من آذان صلاة الفجر وبدء الصيام.
ورغم ارتباط اسم محمود شكوكو بالكوميديا إلا أن شخصية المسحراتي التي تقمصها طغت عليه بكل ما تحويه من تفاصيل، إذ غلب على كلماته الطابع الديني، كذلك التوحيد والاستغفار والذكر كانوا الأساس الثابت لكل حلقة من حلقاته الـ 30، وقد ألف الحلقات تلك كل من إبراهيم حسني وسيد حمد.
وحملت أسماء حلقات محمود شكوكو عناوين دينية، ولكنها في نفس الوقت كانت خفيفة ومبهجة، مثل التظاهر بالإيمان والتقوى، الترحيب بقدوم رمضان، والعطف على الفقير.
حياة محمود شكوكو
كان لشكوكو عالمه الخاص المليء بالمعاناة والمرح في آن واحد، إذ كانت حياته في الصغر شقية، حيث طرده والده من البيت بسبب دخوله مجال الفن، فيما تزوج مرتين، الأولى من امرأة أحبها وأنجب منها ولدين، والثانية لم يوافق أهلها عليه، لكنه لم يتخل عنها وتزوجها، لكنها مرضت وأنفق عليها معظم ثروته، ليتزوج من أختها الصغرى.
وخلال هذه الفترة بدأ المرض يهدد حياة شكوكو، ليعيش شقاء جديد، وهو عدم القدرة على تحمل مصاريف علاجه، ليتم علاجه على نفقة الدولة دون أن يدري، إذ أخفى ذويه عنه حقيقة إفلاسه، ليرقد مريضًا في المستشفى، يطلب من أصدقائه زيارته، حتى صعدت روحه إلى خالقها.