ميزان أحمد راتب لقبول الأدوار أو رفضها
أحمد راتب من الفنانين الذين وضعوا بصمتهم فى قلوب الكثيرين كما وضعها على الفن المصرى بأدواره الكوميدية والتراجيدية سواء فى السينما أو المسرح.
كان لراتب مزاجه الخاص فى قبول الأدوار أو رفضها، فما كان عليه إلا أن يحذف مشاهده من السيناريو المعروض عليه ثم يقوم بقرائته فإذا اختل السيناريو يتأكد من أهمية وجوده، وهو نفس المعيار الذي جعله يقبل أدوارا صغيرة طالما أن لها بصمة داخل سياق العمل.
كان الراحل يهتم بمدى تأثير ما يقدمه من أعمال. كانت أرائه قيمة ويُعتَز بها .. وقد عرف عنه عشقه للنجم الكبير محمود المليجى، والذى قال عنه راتب: المليجي كان له حضور طاغى على الشاشة وهو صاحب موهبة خاصة منحها له الله سبحانه وتعالى، حين تراه على الشاشة كأن عينك لا تلمح إلا هو بالرغم من تواجده وسط الكثيرين ممن يقفون حوله أمام الشاشة، كما أن حرفيته فى التمثيل تصل للأستاذية، فما تلبث أن تراه إلا وتشعر بأن مشاهده طبيعية فهو بارع فى ذلك الأمر.
وفى إحدى لقاءاته مع مفيد فوزى قال أحمد راتب عن نفسه بأنه متسرع فى حياته، ولكنه دائماً ما يفعل ذلك بغرض ترتيب الأشياء بطريقتها الصحيحة فهو يستعد لها قبل حدوثها ويريدها أن تصل فى النهاية إلى النجاح الذى قد يبدو مكتملاً إلى حد ما، وكمعظم الناس وضع راتب الأولوية لعائلته فى المقام الأول فكان أكثر ما يخاف عليه ويخشى من أن يتعرض للأذى أولاده وأحفاده.
وحول طريقة معاملته مع الناس، فقد كان ينتهج منهج «سوء الظن من حسن الفطن»، فقط كان يفترض فى البداية سوء النية إلى أن يثبت العكس، وكان يحترم دائماً خبرة الآخرين ولذلك عند تردده فى الأمور الكبيرة كان يأخذ آراء من حوله من أهل الخبرة فى هذه الأمور ويعمل بها.
كما كان راتب يسير دائماً وراء إحساسه فهو يرى بأنه لن يخذله وخصوصاً مع مرور الوقت ويقول : بمرور الزمن يكتسب الإحساس خبرة وينضج فلا يخدعك.