«أنت اللي هتغني يا منعم» .. جملة قالها الراحل حسين رياض في فيلم «شارع الحب»، الذي قام ببطولته عبدالحليم حافظ وصباح في الستينيات، إلا أنه بالتأكيد لم يَدُر بخلد أياً منهما أن هذه الجملة ستتحول إلى «إيفيه» خالد على مدار الأجيال، وحتى بعد مرور ما يزيد عن خمسين عاماً على إنتاج العمل، إلا أن تلك العبارة أيضاً تخطت حدود الفيلم، وصارت سبباً بشكل غير مباشر في ظهور عدد من المطربين على الساحة، وتحقيقهم النجاح والنجومية. 

العندليب .. من العزف إلى الغناء

وللمصادفة فإن بداية عبدالحليم حافظ نفسه كمطرب جاءت وفقاً لـ «أنت اللي هتغني يا منعم»، حيث أن المرة الأولى التي وقف فيها أمام الميكروفون، جاءت حين كان عازفاً لآلة «الأبوا»، وتواجد في استديو الإذاعة المصرية، ضمن الفرقة الموسيقية لتسجيل أغنية للمطرب عبدالعزيز محمود، وألحان محمد الموجي، وبعد تأخر المطرب الذي كان نجماً كبيراً وقتها، طلب الموجي من حليم - حيث كانا يرتبطان بعلاقة صداقة وطيدة - غنائها، خاصة وأنه كان على دراية بأن العازف الشاب يمتلك صوتاً عذباً، ويسعى لأن يشق طريقه في مشوار الغناء. 

وحين قدم حافظ هذه الأغنية، أعجب به كافة المتواجدين، ووصل الأمر إلى رئيس الإذاعة المصرية وقتها حافظ عبدالوهاب، والذي تبناه ومنحه إسمه ليتحول إلى عبدالحليم حافظ بدلاً من عبدالحليم شبانة. 

حنان ماضي .. اكتشاف بروح عمر خيرت

وبمرور الزمن انطبقت مقولة «أنت اللي هتغني يا منعم» على العديد من الحالات الشهيرة، حيث جاءت بداية حنان ماضي الطربية مشابهة أيضا لانطلاقة العندليب، حيث كشفت أنها كانت تتواجد ضمن فرقة الموسيقار عمر خيرت أثناء تسجيل تتر مسلسل «اللقاء الثاني»، وحين تأخر الحجار طلب خيرت منها تسجيل الأغنية بصوتها على سبيل التجربة، وحين استمع علي لصوتها أعجب به كثيراً وأصر على أن تشاركه تقديم الأغنية، ومن هنا سلكت طريقها في عالم الغناء. 

هشام عباس .. الكابو كلمة السر

ومن نفس المنطلق كشف هشام عباس أيضاً أن حميد الشاعري كان سبباً في بدايته كمطرب، حيث كان عباس مهندس صوت في استديو «أمريكانا شو» في بداية مشواره، وفي المرة الأولى التي يقابل فيها «الكابو» نشأت بينهما علاقة صداقة، وفجأة اقترح عليه الشاعري أن يسجل أغنية «الله يسلم حالك» بصوته دون أية مقدمات، وعندما غناها أعجب المنتج الشهير طارق الكاشف بها، وبالفعل غناها هشام عباس بصوته، ومن هنا بدأ مشواره الغنائي.