مقال قديم وكأنه جديد .. ماذا قال ثروت أباظة عن مسلسلات عصره؟
ظلم كبير أن نربط كلمة الثقافة بما يعرض في الأعمال الدرامية، والحقيقة أن كُتاب المسلسلات يستهدفون غرضا واحدًا هو اجتذاب أكبر جمهور ليشاهد ما يكتبون، وهذا أمر قد نستسيغه، ونجد له العذر في الأفلام السينمائية والتجارية، ولكنه غير مقبول ولا مستساغ من أداة تنتسب إلى الدولة المصرية.
المسلسلات يجب أن تستهدف رفع الذوق العام
هكذا تحدث الكاتب الكبير ثروت أباظة فى مقال قديم عن موقفه من الأعمال والمسلسلات الدرامية التي تقدم على الشاشة الصغيرة، وأوضح بشكل صريح أن المسلسلات يجب أن تستهدف رفع الذوق العام لدى المتفرج، فكتب ثروت أباظة : مصر لا تحتاج إلى ربح بقدر ما تحتاج إلى الارتفاع بذوق المتفرج، وأنا لا أدعو هنا ولا ينبغي لأحد أن يدعو إلى الثقافة الجافة، وأنما أدعو إلى الفن الرفيع وهذا مالم أشاهده في المسلسلات، ولا أستثني من ذلك ما قدم منها عن رواياتي أنا شخصيًا.
موقف أباظة من الكتاب الذين يقدمون أعماله الروائية
وكشف ثروت أباظة كذلك موقفه من الكتاب الذين يقدمون أعماله الروائية كمسلسلات، حيث قال : الذين قدموا هذه الروايات بحثوا عن الحدوتة في العمل الروائي، وهذه الحدوتة هي أهم ما في العمل، لأنها إطار نضع فيه فكرنا وتكون الكارثة حين ينفصل الإطار عن الفكر، وهذا ما تكرر أيضًا في المسلسلات المأخوذة عن روايات عالمية مثل مرتفعات وذرينغ، والابنة، والأخيرة لو كانت قدمت قريبة من صياغتها الأصلية لكانت عملًا فنيًا رائعًا، ولكانت أكثر تشويقًا للجماهير.
التليفزيون لا يجهل ما أقول
واختتم عكاشة بقوله : التلفزيون لا يجهل ما أقول، وإنما هو يعرف الطريق إلى الأعمال الجيدة، والدليل على ذلك برنامج قصة قصيرة الذي يقدمه في بعض السهرات ففي هذه البرامج نجد أن العمل فيه فنية عميقة ومحافظة على الأصل إلى حد بعيد، مما يجعله عملًا يقترب إلى الثقافة اقترابًا لا نستطيع أن نتجاهله، ولذلك أناشد المعدين أن يلتزموا بالعمل الفني، لأن الكاتب الروائي لا يلهو بما يكتب فكل كلمة عنده محسوبة ومدروسة ولا تلقى عبثًا، ويريد بها رؤية معينة اكتسبها من ثقافته ومن اندماجه في كيان المجتمع اندماجًا لا يتأنى إلا للروائي.
