إن الإنصاف يقتضي الإطلاع قبل الحكم، والحقيقة أن وقتي لم يسمح لي أن أطلع بانتظام وبدقة حتى أحكم على المسلسلات التلفزيونية، وكل ما أستطيع أن أقوله أن أسرتي تتابع هذه المسلسلات بشغف عظيم ويعتبرونها من أهم ما يعرض عليهم في التليفزيون.
هذه المقدمة افتتح بها الكاتب الكبير نجيب محفوظ حديثه عن دور الدراما والمسلسلات وتأثيرها الواضح على الجمهور، كما تطرق صاحب نوبل إلى جودة الأعمال التي تعرض على شاشة التليفزيون، حيث أشاد بالأعمال التي أخذت عن رواية له، وعرضت حيث وصفها بالجيدة للغاية، كما أشار للفوارق بين العمل الدرامي والسينمائي.
وقال نجيب محفوظ : ما أذكره مما عرض قريبًا من مسلسلاتي التي كتبت عن قصص لي سواء كانت قصيرة أو طويلة فإنها بصفة عامة كانت جيدة للغاية، لأن التليفزيون يعطي فرصة أكبر للتقصي والتجويد لا يملكها الفيلم السينمائي.
نجيب محفوظ سعى كذلك لتوضيح أهم المسلسلات المأخوذة عن عمل أدبي له، فقال : ما زلت أذكر حتى الآن مسلسلي ميرامار والطريق، فقد كان المجال أمامهما واسعا لذكر كل شيء، فالمسلسل التليفزيوني يستطيع أن يضيف مضمون كل ما في القصة.
وأشار نجيب محفوظ إلى أهم المسلسلات كذلك التي تابعها ورأيه فيها فقال : من المسلسلات التي أثارت ضجة في التليفزيون، مسلسل الجذور الأجنبي ثم مسلسل بابا عبده لـ عبدالمنعم مدبولي، والمسلسل الديني فرسان الله، الذي كتبته المؤلفة الموهوبة أمينة الصاوي والتي لها دور في تاريخ المسرح فهي أول من فكر في تحويل الروايات إلى مسرحيات.
وسجل الكاتب الكبير موقفه فيما يخص الأعمال الدرامية ودورها في إيصال رسائل مهمة للجمهور، حيث اعتبرها وسيلة يجب الاهتمام بها من قبل المؤسسات المهتمة بالثقافة، وأنها ممكن أن تلعب دورا كبيرًا، فقال : هناك نقطة أحب أن أضيفها، وهي مادام الناس يحبون المسلسلات، والحب له قيمة كبيرة في حياة الانسان، فيمكن عن طريق هذه المسلسلات أن توصل الأجهزة المعنية بالثقافة والإعلام في الدولة ما تريه من مفاهيم وقيم، فالمسلسلات تؤدي الغرض في هذا المجال أكثر من أي شئ آخر.