السؤال الصعب : لماذا يقاطع الزعيم مهرجان القاهرة السينمائي؟
وقف الزعيم عادل إمام على السجادة الحمراء لمهرجانات عدة من بينها «مراكش وقرطاج»، وأخيراً «الجونة» في نستختين متتاليتين، نال في الأولى جائزة «الإنجاز الإبداعي»، وفي الثانية حضر كأحد الضيوف المدعوين. إلا أنه في الوقت ذاته غاب تماماً عن التواجد أو الحضور للمهرجان الأعرق والأقدم عربياً وإفريقياً وهو مهرجان «القاهرة السينمائي».، ومع كل نسخة يبرز السؤال الأهم لماذا يقاطع الزعيم عادل إمام المهرجان الرسمي في بلده؟.
وبالبحث عن طبيعة الموقف المتشدد فتعود تفاصيله إلى عام 1984، وذلك حين كان عادل إمام ينافس على جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج السينمائي، أمام يحيى الفخراني عن دوره في فيلم «خرج ولم يعد»، ورغم أن الجائزة كانت في طريقها إلى الزعيم بنسبة مائة بالمائة، إلا أن نور الشريف الذي كان عضواً للجنة التحكيم في هذا المهرجان كان له رأياً آخر، وعارض حصول إمام على الجائزة، مشيراً إلى أن الفخراني أجدر منه بها، وهو ما حدث.
إلا أن هذا الموقف لم ينسه عادل إمام لنور الشريف. لكن ما علاقة هذا بمهرجان القاهرة السينمائي؟.
الإجابة أن نور الشريف كان أحد الذين حملوا هذا المهرجان على عاتقهم منذ ميلاده، وكان عضواً شبه دائم في لجان تحكيمه، فضلاً عن أنه في حقبة الثمانينات تولى رئاسته سعد الدين وهبة الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بنور، وهو ما أشعر الزعيم بأن هذا المهرجان ومسئولوه ليسوا من حزبه، فإتخذ قرار المقاطعة.
لم يَنس عادل هذا الموقف لنور سنين طوال رغم العلاقة التي تجمعهما - خاصة وأن عادل كان أول من اكتشف نور الشريف، وقدمه للمخرج حسن الإمام ليقدمه لأول مرة في فيلم «قصر الشوق»، وكانت النتيجة قرر الزعيم الأخذ بالثأر في فيلم «عمارة يعقوبيان» عام 2006، وذلك حين أصر واشترط على الشركة المنتجة للعمل، ألا يكتب إسم نور الشريف معه أو حتى تالياً بعده، وهو ما جعل الشركة تلجأ إلى حيلة تنفيذ تترين الأول يحمل إسم الزعيم، والثاني يحمل إسم نور الشريف، وفي أحد اللقاءات الإعلامية التي حلّ فيها الشريف ضيفاً في أواخر حياته، سألته الإعلامية منى الشاذلي عن هذا الموقف بطريقة غير مباشرة، فأجاب بقناعة ونفس صافية أنه مؤمن بالقاعدة التي تقول أن الأعلى أجراً يُكتب اسمه أولاً.
وعن هذه المقاطعة توجهنا بالسؤال إلى الناقد طارق الشناوي والذي أجاب: «تحليلي للأمر هو أن عادل إمام يحب التفرد، بمعنى أنه لا يحب حتى أن يكون أول الصف وهناك من هم خلفه، هو يحب أن يكون في مكان آخر مختلف عن الباقين، وما حدث في تونس حين كرمه الرئيس التونسي الراحل باجي السبسي دليلاً على ذلك، حيث اشترط أن يكرمه وحده وليس مع فنانين آخرين، وفي موقف «الجونة» كان هو أول من يحصل على جائزة الإنجاز الإبداعي، فضلاً عن علاقة الصداقة التي تربطه برجل الأعمال نجيب ساويرس».
وأضاف: «مواقف الزعيم مع المهرجان كثيرة، وربما كان أبرزها حين قرر حسين فهمي تكريم الكوميديانات حين كان يترأس المهرجان عام 1999، وكان على رأس المكرمين نجيب الريحاني وفؤاد المهندس وعادل إمام وإسماعيل يس، واعتذر إمام في اللحظات الأخيرة معللاً ذلك بسفره إلى أمريكا لتصوير مشاهد فيلمه «هالو أمريكا»، ورغم أنه كان يستطيع السفر عبر طائرة أخرى بعد موعد التكريم، لكنه رفض ذلك بدعوى رغبته للسفر على خطوط «مصر للطيران» دعماً للبلاد، وفي حال تأجيل الطائرة سيضطر إلى السفر عبر خطوط جوية أجنبية، وقد استفز هذا المبرر حسين فهمي وألغى بدوره تكريم إمام رغم إرسال الأخير ابنه رامي ليتسلم الجائزة، فيما كُرم في هذه النسخة فؤاد المهندس».