ذكرى جميل راتب .. ترك الحقوق ليدرس المسرح وعمل شيالاً قبل الفن وتمنى الموت في آخر أيامه
تحل اليوم 19 سبتمبر ذكرى رحيل شرير الفن الراقي، جميل راتب، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2018، تاركاً بصمة فنية هامة لا تشبه غيره من نجوم الفن.
كانت حياة جميل راتب مليئة بالمنعطفات حيث ولد في أسرة أرستقراطية من قاطني جاردن سيتي وكانت عمة والدته هدى شعراوي أما والده فهو وطني من الدرجة الأولى وشارك في ثورة 1919.
درس جميل في مدرسة الإبراهيمية الثانوية وانضم لفرقة التمثيل المسرحي فيها، فتأصل في قلبه حب المسرح ثم سافر إلى فرنسا ليدرس الحقوق نزولا على رغبة والده ليصبح دبلوماسياً ولكنه تركها دون علم عائلته والتحق بمعهد التمثيل وكان يخبر عائلته أنه ينجح كل عام في كلية الحقوق حتى عرفوا بالحقيقة بعد قطع المنحة عنه بسبب غيابه المستمر.
وبناءً على ذلك اضطر لأن يتحمل مسؤولية نفسه ومصاريفه فعمل في عدة مهن مختلفة فقد عمل ابن العائلة الأرستقراطية شيالاً ليوفر نفقاته، ثم تزوج من امرأة فرنسية مسيحية الديانة وكان دائماً يرفض الإجابة عن أي سؤال حول ديانته الحقيقية، واستمر ذلك حتى رحيله وكشفت الأمر صلاة الجنازة والتي أقيمت بالشعائر الإسلامية.
انفصل جميل راتب عن زوجته بسبب ديانة أبنائه حيث اختلفا على الديانة فهي تريد أن يكون أبنائها على الديانة المسيحية مثلها وهو رفض الأمر رفضاً قاطعاً برغم أنه لم يطلب منها يوماً أن تغير ديانتها، فأغلق ملف الإنجاب نهائياً وانفصلا في هدوء.
في آخر أيام جميل راتب تمنى الموت وقال في لقاء أخير له أنه بلغ من العمر 90 عاماً، ولا يريد من الحياة أكثر من ذلك، ويتمنى الموت لأنه راحة شديدة من آهات وأوجاع المرض، وأنه يريد الموت بدون عذاب، لأن قطار العمر تقدم به، وتأخرت حالته الصحية.