زمان وأنا صغير كنت حريص على أن أزن على والدتي -الله يرحمها- قبل رمضان بفترة علشان تجيب لي فانوس رمضان أبو شمعة، ماكنش طلع فانوس البطارية اللي بيغني ويرقص وناقص يصوم كمان، وكانت والدتي تضع قطعة قماش قصوقصة تربطها أعلى الفانوس علشان وأنا شايلها نار الشمعة ما تلسعننيش، لكن كنت بشيلها علشان منظر الفانوس، وأفضل طول الليل أتلسع من الشمعة، بيني وبينكم أنا مكنتش باستمتع بحكاية الفوانيس اللي بنلف بيه ونقول وحوي يا وحوي.
كانت تلك بداية مقال كتبه أشرف عبدالباقي، حمل عنوان زمان بتاعنا، يحكي من خلاله عن ذكريات طفولته، وبعض الأسئلة التي كانت تدور في ذهنه ولم يجد إجابة عليها، لكنه سعى للبحث خلال تلك المرحلة عن بعض الإجابات، أهمها سر أغنية حاللو يا حاللو، حيث اعتبر أشرف عبدالباقي كلمة حاللو هي اسم شخص غني جداً، بسبب استكمال الأغنية بـ : فك الكيس وادينا بقشيش لا نروح منجيش يا حاللو.
ويستكمل أشرف عبدالباقي تفاصيل مقالة الطريف حول الذكريات، فيقول : لعبة الفانوس دي مستمرتش كتير، لأن لما النور بيقطع الواحد مكنش يفتكر الفانوس، قد ما كانت لمبة الجاز سيدة الموقف، كمان من مظاهر رمضان بتاعنا أن الشوراع تتزين، والزينة حسب الفلوس اللي بيلمها العيال من كل شارع، وكان هناك منافسة بين الشوارع على اللي هيعمل زينة أحلى في الشارع بتاعه، أو يعمل فانوس ضخم من الخشب، والورق الملون، أو شكل جامع ويوصل بنور من بلكونة صانع الفانوس.
ويكشف أشرف عبدالباقي عن أكبر المشاكل التي كانت تواجه أطفال شارعه في تلك المرحلة، ويقول : المشكلة كانت في رأس المال اللي هنمول بيه مشروع الزينة والفانوس وكمان الأنوار اللي هتشتغل لغاية الفجر، ونستغلها في لعب الكورة وباقي ألعاب الشوارع، وقبل رمضان نبدأ في المرور على شقة شقة في كل عمارة في شارعنا، إحنا وأصحابنا اللي هيلعبوا معانا، وأصحابنا دول مسلمين ومسيحيين، ماكانش فيه فرق، ونعدي على كل أم في الشارع وناخد منها 10 صاغ والتخين في الشارع يدفع نص جنيه، ونبدأ في استقبال أجمل رمضان في أجمل أيام زمان بتاعنا.