سنوات طويلة مرت على رحيل عبقري أدب الجاسوسية صالح مرسي، أحد أبرز رموز الكتاب الدرامية في هذا العالم خلال العقود الأخيرة، فهو الرجل الذي اكتشفته لأول مرة من خلال صفحات رواية الكذاب، ورغم أنني لم أدرك عبقريتك من قبل، لكنني أدركتها وعشقتها منذ تلك اللحظة.. بتلك الكلمات أوضح الدكتور نبيل فاروق بداية ارتباطه بالراحل الكبير صالح مرسي.
وأشار إلى الحالة التي عاشها على مدار سنوات طويلة من قراءة أعمال صالح مرسي فكتب : على مدار سنوات دراستي وبعدها التهمت كتاباتك التهاماً وأتابعها في الصحف المجلات، من زقاق السيد البلطي والخوف، والسجين، والصعود إلى الهاوية، ومجموعة من أعمال المخابرات صدرت عن كتاب الهلال.
ويُظهر نبيل فاروق إلى أي مدى وصل أنبهاره بالكاتب صالح مرسي فيقول : لم أكن متصور أنك قادر على سحبي إلى عالم الكتابة البوليسية والجاسوسية، والغوص في أعماقها، فبعد قراءة أحد أعمالك دعيت مع صلاة الفجر أن أصبح يومًا ظلًا لك، مجرد ظل ينعكس على عالمك، الذي عشقته كما عشقته أنت.
ويحكي نبيل قاروق عن تأثير مسلسل رأفت الهجان الذي كتبه صالح مرسي فقال : كان عملًا قويًا كسرت به كل القواعد بلا استثناء، بل كان انقلابًا مدهشًا في أدب الجاسوسية الذي لا يزال بعض النقاد يأبون الاعتراف به، في حماقة لم أر مثيلًا لها، فلأول مرة أشعر من خلال عملك أن رجال المخابرات بشر مثلنا، يتفاءلون ويتعاطفون، ويكرهون ويفرحون ويحزنون، وتابعت روايتك وكل ذرة في كياني مبهورة.
وينهي نبيل فاروق مقاله : رغم كل هذا الارتباط لم يكتب لنا أبدا أن نلتقي، بل كان لقاءنا الوحيد على الورق مع رأفت الهجان، وسامية فهمي، ونساء في قطار الجاسوسية، ورحلات السندباد البري، فالقدر أبي أن يحدث هذا اللقاء في الواقع، أو أنني قد اتخذت قراري متأخرًا، فقد رحلت تاركا خلفك تاريخًا مازلت أحلم أن أصبح ظل له، فوداعًا أستاذي وأستاذ جيلي، وداعًا في ذكراك، وداعًا من ظلك.