لقاء نادر وغريب جمع رأفت الهجان وكاتب مسلسله الراحل صالح مرسي، حكى عنه الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في مقال خلال فترة التسعينيات، حيث أوضح أن الكاتب الراحل تسلم ملف العميل رأفت الهجان، وكان يضم 5 أوراق فقط، تحمل عنوان الدموع الخمسة، كتبها الضابط عزيز الجبالي، وبدأ صالح مرسي يصنع من هذا الملف أسطورة شعبية ووطنية كبرى، نجحت في إحياء الكبرياء الوطني.
الرواية التي كتبها صالح مرسي، حسب تأكيد إبراهيم عيسى، باتت أكثر الروايات مبيعًا في التاريخ العربي، واستطاعت أن تقارب أسطورة أبو زيد الهلالي، وقد كتب الراحل هذه الرواية بعد جلسات طويلة وحوارات، لكنه لم يستطيع أن يجلس مع البطل الرئيسي محسن ممتاز، الذي درب رأفت الهجان، لذلك اكتفى بما كتبه كعمل وطني، لكن هناك شيء كبير قد حدث له بعد ذلك.
يحكي إبراهيم عيسى في مقاله، أن صالح مرسي قد أكد له، أن رأفت الهجان الذي قام بكتابة روايته ومسلسله، ويحتفظ بصورة له بجواره في غرفة نومه قد زاره، وذلك رغم وفاة الأخير منذ أكثر من عقد، وأوضح صالح مرسي لـ إبراهيم عيسى، أن هذه الزيارة كانت روحانية، حيث جاء رأفت وجلس أمامه على المكتب، ودارت بينهما نقاشات وحوارات مطولة، حكي فيها البطل المصري عن كل ما مر به.
إبراهيم عيسى مدح في مقاله صالح مرسي، ودوره المهم في كتابة أكثر الأعمال الدرامية نجاحاً عبر التاريخ، وهو مسلسل رأفت الهجان، بالإضافة إلى مسلسل الحفار، الذي أكد أنه من الأعمال المهمة، لكن مخرج العمل قد أفسده على حسب وصفه، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المشاهد التي صنعها صالح مرسي بخياله وكانت بمثابة نقطة مضيئة في كل عمل قام بكتابته.
لكنه وجه اللوم للنقاد، بسبب عدم إعطاء صالح مرسي حقه في الأعمال والروايات التي قام بكتابتها على مدار سنوات طويلة، ومنها زقاق السيد البلطي، والبحار مندي، وغيرها من الأعمال، وأكد عيسى أن كاتب مسلسل رأفت الهجان، سوف يظل حاضرًا في وجدان الشعب العربي، بسبب ما نجح في زراعته خلال أعماله الوطنية، التي باتت أجمل فخر لأبناء مصر.