في ذكراه الـ 21 .. أسرار صداقة أحمد مظهر ونجيب محفوظ وكواليس تكوين شلة الحرافيش
تحل اليوم 8 مايو، الذكرى الـ 21، لوفاة فارس السينما المصرية أحمد مظهر، الذى ولد عام 1917، ووافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 2002، بعد أن قدم للسينما تاريخ حافل بالإبداع.
كانت البداية عام 1951، عندما وقع الاختيار عليه للمشاركة في فيلم ظهور الإسلام، الذي أدى فيه دور عمرو بن هشام -أبو جهل- ليثبت موهبته وكفاءته، ومن ثم شارك في فيلم رُد قلبي وجسد شخصية علاء، والذي شهد الانطلاقة الحقيقية له، إذ ذاع صيته وشارك بعدها في عدة أفلام حققت نجاحًا واسعًا، وهي وإسلاماه، دعاء الكروان، لصوص لكن ظرفاء، والزوجة العذراء الذي حصل من خلاله على جائزة الممثل الأول، وفيلم الليلة الأخيرة الذي حصل من خلاله على جائزة التمثيل.
ومن ناحية أخرى لعبت الصداقة دوراً مهماً في حياة أحمد مظهر، ولم تخلو مرحلة من حياته من الأصدقاء، لكن كان نجيب محفوظ هو الصديق الذي يسعى للوصول إليه، وأصبح أيضًا الصديق الدائم إليه، فكيف تكونت صداقتهما؟ وكيف تحدث محفوظ عنه؟ ومن أطلق عليهم اسم الحرافيش؟
بعد أن أنشأ عبدالحميد جودة السحار لجنة النشر للجامعيين، كان نجيب محفوظ هو حلقة الوصل بينهم على مقاهي القاهرة لأسباب أدبية، حيث تمت عدة لقاءات فيما بينهم في سبيل الاتفاق على أسلوب التعامل مع اللجنة، وفي إحدى اللقاءات عرض عادل كامل على الأديب نجيب محفوظ الانضمام لسهرته الأسبوعية، ومن ثمة التقى بـ مظهر، الذي قرر أن يكون محفوظ صديقه الأوفى.
ومع تكرار اللقاءات في مقاهي قشتمر وعرابي والفيشاوي، قرر أحمد مظهر أن يطلق على شلته هو ومحفوظ اسم الحرافيش، وهي كلمة تركية الأصل تعني الصعاليك، قرأها مظهر في كتاب لرفاعة الطهطاوي يحكي عن حياة البسطاء على مقاهي فرنسا، ومن ثم أعجب نجيب محفوظ أيضًا بإسم شلتهم وأطلقه على إحدى رواياته.
رغم كبر شلة الحرافيش وانضمام أعضاء دائمين وغير دائمين إليها، كان محفوظ هو الأقرب دائمًا لـ أحمد مظهر، وهو ما ذكره مظهر في كل لقاءاته، حيث قال أنه دائمًا ما كان يسعى البعض لشلة نجيب محفوظ للتعرف عليه ذلك أن محفوظ كان لا يعلى عليه كصديق وأديب.
كما كان الأكثر تواضعًا في حضرة الجميع في رأي أحمد مظهر ومن الواضح أن محفوظ بادله نفس الشعور، ففي مذكراته مع رجاء النقاش وجمال الغيطاني، ذكر محفوظ أن أحمد مظهر من أقرب وأحب الفنانين إلى قلبه، ليس لأنه من الأعضاء الدائمين لشلة الحرافيش، أو صاحب تسميتها، بل لأنه من أوفى الفنانين وأكثرهم ثقافة واحترامًا وحبًا للحياة.