جامع ابن طولون .. ثاني أقدم مسجد في مصر وصممه مهندس قبطي
يعتبر جامع ابن طولون ثاني أقدم جامع باقٍ في مصر، ويقع في حي السيدة زينب، وقد أمر ببنائه أحمد بن طولون سنة 263هجريًا، وصممه المعمارى المصرى القبطى سعيد بن كاتب الفرغانى، والأثر الوحيد الباقي من مدينة القطائع التي بدأ بتأسيسها عام 256 هجريًا، كعاصمة للدولة الطولونية في مصر.
والمسقط الأفقي للجامع على شكل مربع طول ضلعه 162 مترًا، ويتبع الطراز المتعامد الذي كان متبعاً في التخطيط التقليدي للمساجد الجامعة في المنطقة.
ويتكون مسقط الجامع من صحن أوسط مربع مكشوف طول ضلعه 92 مترًا، تتوسطه ميضة من التجديدات التي قام بها عام 696 هجريًا، السلطان المملوكي حسام الدين لاجين، وتحيط بالصحن أربعة مسطحات مسقوفة بها شبكات من الأعمدة تشكل صفوفها الموازية لأضلع الصحن أروقة.
وأكبر هذه المسطحات يقع في الاتجاه الشرقي، وهو اتجاه القبلة، ويتكون من خمسة أروقة، ويحيط بالجامع من الشمال والجنوب والغرب سور كبير ترك بينه وبين جدران المبنى مساحة مكشوفة سميت بالزيادة نرى مثلها في جامع سامراء، الذي بُني عام 237 هجريًا في العراق، وجامع سوسة وبُني عام 236 هجري في تونس، ويعتبر جامع ابن طولون من أكبر الجوامع في مصر، إذ تبلغ مساحته الكلية 26318 متراً مربعاً، وهو مبني من الطوب الأحمر.
ويحيط بجدران الجامع من أعلى 128 شباكاً به زخارف هندسية ونباتية متداخلة تشبه تلك الموجودة في الجامع الأموي في دمشق، أربعة منها فقط ترجع إلى عصر ابن طولون لاحتوائها على زخارف مميزة لذلك العصر تتكون من دوائر متشابكة، أما الباقي فينسب للعصرين الفاطمي والمملوكي. وتعتبر هذه المجموعة من الشبابيك من أجمل خصائص المبنى، إذ يختلف كل شباك عن الآخر في تصميم الوحدات الزخرفية، وكذلك فهي أول مثال من نوعه في مصر.
مئذنة المسجد شيدت في الزيادة الغربية، وسلم المئذنة يلتف حول بدنها من الخارج وليس من الداخل كما هو متبع في معظم المآذن، وتعتبر تجديدات وإضافات السلطان حسام الدين لاجين، أهم وأكبر ما تم من تجديدات وإضافات في الجامع.
