ألاعيب يلعبها البشر و300 ألف عام من الخوف .. كتب أثرت في شخصية علي قاسم في مسلسل الهرشة السابعة
حصد مسلسل الهرشة السابعة الذي يُعرض ضمن مسلسلات الماراثون الرمضاني 2023 في الأيام القليلة الماضية إشادات كثيرة من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعي، نظرًا لتناوله واحدة من أهم القضايا الاجتماعية، التى تمس المرأة.
كما يناقش العمل أسباب الخلافات الزوجية وفشل العلاقة بين أزواج جيل الثلاثينيات، من خلال أبطاله أمينة خليل ومحمد شاهين وأسماء جلال وعلي قاسم، الذي أثار بشخصية شريف إعجاب وجدل لدى رواد السوشيال ميديا، نظرًا لميوله الفكرية التحررية، وانتهاجه أفكار بعيدة كل البعد عن عادات وتقاليد وأعراف المجتمع المصري.
ومن جانب آخر اتسمت شخصية علي قاسم -شريف- بالخوف والقلق، بالإضافة إلى الصدق والوعي والثقافة، وظهر ذلك جليًا عبر الأحداث من خلال الكتب التي ظهرت بيده وهو يقرأها خلال الحلقات، مثل كتاب ألاعيب يلعبها البشر، و300 ألف عامًا من الخوف، فما العلاقة أو الصلة التي تربط بين شخصيته وتلك الكتب؟
بالنسبة لكتاب ألاعيب يلعبها البشر، لإريك بيرن، وهو واحد من أهم كتب الطب والتحليل النفسي، وأحدث ثورة هائلة في التوعية لما يحدث أثناء التفاعلات الاجتماعية، حيث يتناول الكتاب عدة ألاعيب نمارسها جميعًا من 60 عامًا، معتقدين بها أننا نتواصل مع الآخرين، ومن خلال ثلاثة أجزاء يشرح بيرن حالات الذات التي نصبح عليها وأهميتها وكيف يتم التداخل بين تلك الحالات، من خلال شرح أحد هذه الألعاب بالتفصيل.
وفي الجزء الثاني من الكتاب نجده يناقش ويحلل التصرفات اليومية لنا بعد ضمها تحت إطار الألعاب، هذه الألعاب قد تنقسم إلى ألعاب زوجية أو خاصة بالعالم السفلي أو ألعاب حفلات أو ألعاب علاج نفسي، وفي الجزء الثالث نجده يوضح لنا أهمية تلك الألعاب الممارسات، ويكشف أسباب لجوءنا إليها ولماذا نتخلى عنها.
ومن ثم نجد أن اختيار المخرج لذلك الكتاب لم يأت من فراغ، فمن خلال الأحداث نرى على سبيل المثال الحوار بين أمينة خليل ومحمد كيلاني يوثق فكرة تغيير أو ثبات وجهات النظر من خلال فكرة الحب على مدار الزمن، وهي إحدى أفكار بيرن بالكتاب.
أما فكرة كتاب 300 ألف عام من الخوف، للكاتب جمال أبو الحسن، فهي تنطبق بشكل قوي على شخصية شريف، وهي الفكرة الأساسية من الكتاب، فكرة الخوف، سواء في التعرف على نفسك أو في تكوين علاقات جديدة، من خلال محاولة جريئة من الإنسان في التعرف على تطور ذاته والكائنات الحية الأخرى، على مدار 300 ألف عام، من خلال التأثيرات الخارجية، حتى نصل إلى الإنسان الحالي الذي يرفض أو بمعنى أكثر دقة يخاف التعرف على نفسه.