الشيخ جاد الحق .. أفتى بعدم جواز زيارة القدس إلا بعد تحريرها وحرم فوائد البنوك
عرف الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بأنه الشيخ الزاهد في الدنيا، فيما تقلد العديد من المناصب الرفيعة فكان شيخا للأزهر ووزيرا للأوقاف، غير أنه عاش فقيرًا ومات فقيرًا، حيث كان يسكن الشيخ في شقة متواضعة في المنيل، ورفض الشيخ كل العروض للإقامة في شقة مناسبة، وأقام في شقته المتواضعة حتى وفاته.
وُلد الشيخ جاد الحق في بطرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، وأتم حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي بطنطا، لينهى المرحلة الابتدائية، وانتقل إلى المرحلة الثانوية واستكملها في القاهرة، ثم التحق بكلية الشريعة، وتخرج حاصلاً على الشهادة العالمية، وحصل علي تخصص القضاء بعد عامين من الدراسة.
عمل الشيخ جاد الحق في المحاكم الشرعية في 1946، وعين أمينا للفتوي بدار الإفتاء المصرية في 1953، ثم عاد قاضيا في المحاكم الشرعية في 1954، وبعد إلغاء القضاء الشرعي انتقل إلى المحاكم المدنية في 1956، وظل يعمل بالقضاء حتى عُين مستشارا بمحاكم الاستئناف في 1976.
وعُين الشيخ جاد الحق مفتيا للديار المصرية في 1978، فيما عُين وزير للأوقاف في 1982، وشيخا للأزهر ليعيش الأزهر في عهده عصرا جديدا من عصور ازدهاره وأنشأ 25 فرعا بالمحافظات للجنة الفتوى الرئيسية الموجودة بالجامع الأزهر.
وبجانب موقفه من تحريم فوائد البنوك لكونها ربا، عُرف بموقفه ورفضه لقرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس الشريف مؤكدا أن القدس مدينة إسلامية، كما أفتى بعدم جواز زيارة القدس إلا بعد تحريرها.
كما حصل علي أرفع الجوائز والأوسمة، ومنها وشاح النيل في 1983، كما تم تكريمه في المغرب بمنحه وسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة، وأيضا حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين في 1995، ولم يحتفظ بها لنفسه بل بنى بها مجمعا إسلاميا يضم مستشفى ومعهد ديني ومسجد بقريته بطرة.
وتوفي الشيخ جاد الحق في 25 مارس 1996 عن عمر يناهز الـ 79 عاما، بسبب أزمة قلبية ودفن في مسقط رأسه في بطرة.