الشيخ محمد سيد طنطاوي .. أصدر 7557 فتوى وألقى أول خطبة جمعة فى أولى ثانوي ودفن فى البقيع
يعتبر فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق أحد أقطاب الجامع الأزهر الشريف، وأحد أئمته الأفاضل على مر التاريخ.
ولد الشيخ محمد سيد طنطاوى بقرية سليم الشرقية التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاج، وتلقي تعليمه الأساسي بقريته وأتم حفظ القرآن الكريم في سن صغير، وخطب أول خطبة جمعة وهو في الصف الأول الثانوى، والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الأزهري فاجتاز منه الثانوية الأزهرية بتفوق.
التحق طنطاوي بعدها بكلية أصول الدين، وتخرج منها عام 1958، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز في 1966، وكان موضوعها بنو إسرائيل في القرآن والسنة.
وبدأ الشيخ طنطاوي حياته الوظيفية إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف في 1960، وفي 1968 عُيِّن مدرسًا للتفسير والحديث بكلية أصول الدين ثم أصبح أستاذًا مساعدًا بكلية أصول الدين بأسيوط في 1972.
وانتدب إلى الجامعة الإسلامية بليبيا من سنة 1972 لمدة 4 سنوات، ليرجع منها عميدًا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة 1976، ثم اختير رئيسًا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من سنة 1980 وذلك لمدة 5 سنوات، ليرجع منها عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين سنة 1985.
وتم تعيينه مفتيًا للديار المصرية في 1986 وظل في منصب الإفتاء قرابة العشر سنوات، وأصدر خلالها ما يقرب من 7557 فتوى مسجلة بدار الإفتاء المصرية، وفي 1996 صدر قرار جمهوري بتوليه مشيخة الأزهر، واهتم اهتمامًا بالغًا بإنشاء المعاهد الأزهرية حيث زادت في عهده إلى أضعاف ما كانت عليه قبلها.
وبجانب مجلد التفسير الوسيط للقرآن الكريم ترك لنا الشيخ طنطاوي العديد من الإنتاجات العلمية والتي امتازت بالعمق العلمي ومواكبة العصر ومن أبرزها : القصة في القرآن الكريم، آداب الحوار في الإسلام، والاجتهاد في الأحكام الشرعية.
واشتهر الشيخ طنطاوي بإعتداله حيث كان مناصرًا لقضايا المرأة مما جعله هدفًا متكررًا للهجوم من قبل المتشددين.
وتوفي الشيخ طنطاوي في 10 مارس 2010، عن عمر يناهز الـ 81 عاما، إثر نوبة قلبية تعرض لها أثناء حضوره إحدى الفعاليات الدينية في السعودية، وقد صليَّ عليه صلاة العشاء في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ووري الثرى في مقبرة البقيع.