الإمام محمد مأمون الشناوى .. نظم المظاهرات خلال ثورة 1919 وكان سببا فى زيادة المعاهد الدينية فى مصر
تولى الشيخ محمد مأمون الشناوى مشيخة الأزهر الشريف، في يناير 1948، وفتح أبوابه أمام الطلبة الوافدين من العواصم الإسلامية حتى زادوا على ألفي طالب.
وُلد مأمون الشناوي في 10 أغسطس 1878، بقرية الزرقا فى محافظة الدقهلية، ونشأ في بيت علم، فأبوه كان عالمًا جليلا معروفًا بالتقوى والصلاح، وأخوه الأكبر سيد الشناوي تخرج في الأزهر، وعمل بالقضاء الشرعي، وترقى في مناصبه حتى أصبح رئيسًا للمحكمة العليا الشرعية.
وبعد أن أتم الشناوى حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة التحق بالأزهر، وانتظم في حضور حلقات العلم التي تُعقد في أرجائه، غير أن الطالب الصغير فاجأه أسلوب التعليم بالأزهر ولم يحتمله عقله فأعرض عنه، وقرر أن يعود إلى بلدته ويهجر الدراسة، غير أن أباه هدأ من روعه، وبثّ فيه الثقة، فعاد إلى الدراسة، وواصل التعليم في جد ومثابرة، حتى صار موضع رضا شيوخه وأساتذته، واتصل بالإمام محمد عبده والشيخ أبي الفضل الجيزاوي، ولقي منهما كل رعاية وتشجيع، حتى حصل على شهادة العالمية سنة 1906.
وعين الشناوي مدرسًا بمعهد الإسكندرية الديني الذي أنشئ عام 1903، واتبع التعليم فيه نظام التدريس في الجامع الأزهر، ثم نُقل إلى العمل قاضيًا بالمحاكم الشرعية، ولم يمنعه جلال المنصب من المشاركة في العمل الوطني إبان ثورة 1919، ثم اشترك في إشعال الثورة بلسانه وقلمه، فكان يرتجل الخطب الحماسية في المساجد، وينظم المظاهرات ويمشي في طليعتها، ويكتب المقالات في الصحف والمجلات.
تولى الإمام محمد مأمون الشناوي مشيخة الأزهر في 18 من يناير 1948، وكان عند حسن ظن علماء الأزهر وطلابه، ونهض بالأزهر وأولاه عنايته التي ظهرت نتائجها في ارتفاع ميزانيته، والقضاء على العصبيات الحزبية التي كادت تُحدث فتنة في الأزهر، بعد أن تدخلت الأحزاب السياسية في شؤونه وترشيح بعض شيوخه، ثم بدأ الشيخ يُمكِّن للأزهر في مصر والعالم الإسلامي، وعمل على زيادة المعاهد الدينية في مصر، وحرص على ألا تخلو مدن مصر الكبرى من معهد أزهري، فأنشأ خمسة معاهد كبرى في المنصورة والمنيا وسمنود ومنوف وجرجا.
ظل الشيخ مأمون الشناوي يعمل في دأب وصبر حتى داهمه المرض، وألزمه الفراش، وظل طريحه حتى توفى في 4 سبتمبر 1950، وخلفه في منصبه الإمام عبد المجيد سليم.