شيخ الأزهر إبراهيم حمروش .. أعفي من منصبه بسبب مواقفه الوطنية وحصل على وسام العلوم والفنون بعد وفاته
يعد الشيخ إبراهيم حمروش، أحد أهم الرموز الذين تولوا مشيخة الأزهر على مدار تاريخه، وأصبح شيخًا للأزهر في الفترة من 2 سبتمبر 1951 إلى 9 فبراير 1952، وأعفي من منصبه بسبب مواقفه الوطنية.
ولد الشيخ الجليل في قرية الخوالد، بمركز إيتاي البارود، فى محافظة البحيرة سنة 1880، ونشأ بها وحفظ القرآن الكريم في أحد كتاتيبها، ثم حضر إلي القاهرة للالتحاق بالأزهر الشريف، وتعلم على يد شيوخ أجلاء أثروا فيه علمًا وخلقًا، فدرس الفقه الحنفي على الشيخ أحمد أبي خطوة، والشيخ محمد بخيت، والنحو علي يد الشيخ علي الصالحي المالكي، والبلاغة علي يد الشيخ محمد عبده، وقد تأثر به تأثرًا كبيرًا، لدرجة جعلت من الشيخ حمروش محمد عبده الثاني، وأكثر ما تأثر به الشيخ حمروش دعوة الإمام محمد عبده في إصلاح الأزهر، وفكرة النهضة الاجتماعية والسياسية التي تساعد على تقدم الشعوب الإسلامية.
فاز حمروش أكثر من مرة بالمركز الأول في امتحانات العلوم الرياضية التي كانت تعقد على مستوى الدولة، وحصد عددا كبيرا من الجوائز المالية التي أعلنها رياض باشا لمن يفوز في مسابقات العلوم الرياضية، وفي سنة 1906، بدأ الشيخ حمروش، حياته العملية بالتدريس في الأزهر، وعندما افتُتحت مدرسة القضاء الشرعي في مصر، كان عاطف بركات القائم عليها يدقق في اختيار أساتذتها من العلماء البارزين من الأزهر، فقام باختيار الشيخ حمروش في 26 سبتمبر 1908م للعمل بها.
وتخرج على يديه صفوة ممن لمعوا في مناصب القضاء، وتركوا آثارا علمية قيّمة، وظل الشيخ يتولي التدريس في الجامع الأزهر حتى عام 1916، حيث تمً اختياره للعمل قاضيًا بالمحاكم الشرعية، وكان له العديد من القضايا التي أغضب فيها الملك فؤاد، فكانت النتيجة أن أعيد إلى الأزهر، حيث عُين شيخا لمعهد أسيوط الديني في عام 1928.
ونال الشيخ الراحل عضوية جماعة كبار العلماء في 1934 برسالته القيمة عوامل نمو اللغة، ومُنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر سنة 1983، وتوفي في 14 نوفمبر 1960 عن عمرِ ثمانين عامًا.