الشيخ أبو العنيين شعيشع .. مسيحى اكتشف موهبته فى تلاوة القرآن وناضل في السبعينيات لإنشاء نقابة القُراء
حظي الشيخ أبو العنيين شعيشع، بشعبية كبيرة لدى محبيه الذين لقبوه بـ ملك الصبا، نسبة إلى مقام الصبا الحزين وهو من مقامات النغم، وذلك عندما كشف أبو طالب محمود عن الشيخ شعيشع في كتابه القرآن بصوت مصر، وقال إن وفاة والد الشيخ كانت سببًا في اختلاف طريقة تلاوته للقرآن الكريم.
فعندما كان الشيخ أبو العنيين شعيشع في التاسعة من عمره توفي والده، وتسبب ذلك في خشوع صوته وكان لذلك أعظم الأثر في بث الوتر الحزين الذي يظهر في قراءته.
نشأ الشيخ بمدينة بيلا فى محافظة كفر الشيخ، وكان قارئ القرآن الأول بالإذاعة المدرسية، وكان مدير مدرسته المسيحي منير جرجس من اكتشف موهبته ونصح والدته بأن تهبه لقراءة القرآن، بينما كانت أمنية والده أن يصبح ظابطًا إلا أنه غير مسار حياته بعد وفاته وحفظ القرآن الكريم، وأصبح مشهورًا قبل أن يتم الحادية عشر من عمره.
دخل الشيخ الإذاعة المصرية في عام 1939 وذلك عندما سمعه الشيخ عبدالله عفيفي، وقرر تقديمه للإذاعة المصرية وبالفعل تعاقدت الإذاعة معه وكان أصغر قارئ للقرآن حينها وعمره 17 عامًا.
وتأثر الشيخ شعيشع بالشيخ محمد رفعت الذى تبناه وتوطدت علاقتهما حتى جمعتهما صداقة كبيرة، وقام شعيشع بإكمال الأجزاء التالفة في تسجيلات الإذاعة للشيخ محمد رفعت بصوته.
كما تردد صوت الشيخ شعيشع في عدد من الأفلام المصرية ليؤدي الآذان، ويتلو القرآن الكريم، وكان أول ظهور له في فيلم النائب العام كقاريء وفي فيلم غضب الوالدين حيث قام بتلاوة سورة الإسراء.
كما كان أول قارئ مصري يقرأ بالمسجد الأقصى، وزار سوريا والعراق في الخمسينيات، وعُين قارئاً لـ مسجد عمر مكرم عام 1969، ولـ مسجد السيدة زينب عام 1992، وناضل في السبعينيات لإنشاء نقابة القُراء مع محمود على البنا وعبدالباسط عبدالصمد وانتُخب نقيباً لها عام 1988، فيما رحل عن عالمنا الشيخ شعيشع في 23 يونيو 2011، عن عمر يناهز 88 عاماً.