علي طريقة رئيس مدغشقر.. زعماء بدرجة «كابو»
في مقصورة ستاد "الإسكندرية" يقف شاب أسمر في أواخر الثلاثينات من عمره، يبدو لاتينياً أكثر من كونه إفريقياً.. يتفاعل مع كل كرة وكأنه قائد لمشجعي روابط الدرجة الثالثة المعروفين بالـ«كابو»، لفت الأنظار بشدة خاصة بعدما أُعلن فيما بعد أنه "أندريا راجوليناز" رئيس مدغشقر والتي ظهرت انفعالاته طبيعية كون أن فريقه قد نجح في التأهل لدور الثمانية في البطولة الإفريقية، للمرة الأولى في التاريخ متفوقاً على منتخب "الكونغو" بنتيجة "4-2" في ركلات الترجيح، غير أن الرئيس الشاب لم يكن هو السياسي الأول الذي تناسى منصبه الرئاسي، وتخلى عن "البروتوكول" وتحول إلى مشجع لمنتخب فريقه وإنما يأتي ضمن قائمة طويلة من الساسة الذين ساروا على نفس النهج.
ربما أعاد مشهد رئيس مدغشقر إلى الأذهان، صورة رئيس جنوب إفريقيا المناضل نيلسون مانديلا، والذي ارتدى قميص منتخب بلاده واحتفل مع الفريق بفوزه بكأس الأمم الإفريقية عام 1996، والتقطت كاميرات الوكالات العالمية وخلدت صورة الثوري الذي ناهض كثيراً ضد التمييز العنصري، وهو في قمة سعادته بالكأس الإفريقية.
وبعد ذلك بعامين تكرر المشهد مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، والذي لا تزال لقطات سعادته الجنونية بفوز منتخب بلاده بكأس العالم لأول مرة في تاريخه عام 1998 خالدة في العقول، حيث كانت كاميرات "الملعب" تركز على شيراك مع كل هدف تحرزه فرنسا، خلال اللقاء الذي جمعها بالبرازيل وفازت بنتيجة "3-0".
وخلال بطولة كأس العالم أيضاً شاهد جمهور الكرة في كل أرجاء الدنيا، المستشارة الألمانية "آنجيلا ميركل" وهي تعيش حالة جنونية من السعادة بعد تتويح منتخب ألمانيا بطلاً لكأس العالم عام 2014، وكان غريباً أن يرى المشاهد العادي "ميركل" في هذه الحالة خاصةً وأنها معروفة بصرامتها الشديدة، كما أنها تُعرف بالمرأة الحديدية التي تحكم أوروبا حالياً، إلا أن لكرة القدم سحرها الخاص الذي يُذهب العقول.
"كوليندا غرابار" صار أحد أشهر الأسماء خلال بطولة كأس العالم الماضية التي أقيمت عام 2018، فرئيسة كرواتيا لم تلفت الأنظار إليها بجمالها الجاذب فحسب، وإنما أيضاً لظهورها بقميص بلادها خلال كل مباراة، وتشجيعها الحماسي لمنتخب "كرواتيا"، وكان لاعبو الفريق يفوزون بـ "حضن" ساخن من رئيستهم عقب تخطيهم لأية مباراة بنجاح.
وعلى النطاق العربي، يحرص أغلب الحكام على الحفاظ على هدوئهم، إلا أن الملك عبد الله ملك الأردن دوماً ما يكسر هذه القاعدة، ويتحول إلى مشجع عادي، وأصبح الأمر ليس غريباً على الجمهور أن يظهر الملك بقميص المنتخب الأردني في المباريات الهامة.