رحلة النجاح من الجماعة إلى موسى .. كلمة السر إياد نصار

كثيرون هم الذين نالوا حظًا من النجومية .. لكن الذين عرفوا معنى أن يحملوا لقب فنان نادرون .. فليس الفن هو الصراع على حجم الصورة على الأفيش، أو حشو مزيد من المشاهد، وإنما هو أن يمس الفنان قلوب المشاهدين، ولو ظهر دون أن ينطق ببنت شفة .. وهذا ما يفعله إياد نصار.

فلا شك أن إياد من الفنانين القلائل الذين يتحلون بثقافة ساعدت في تعاظم موهبته، وهو ما انعكس على أدائه في أي عمل يقدمه، فقد تكون دراسته للفن التشكيلي قد ساعدته على إتقان رسم أدواره، وعمقت من إحساسه بأي شخصية يقدمها.

فإياد النجم الصاعد في الأردن الذي طرق أبواب مصر، فرض نفسه في البداية كبطل مطلق من خلال أدائه البارع لدور مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا في مسلسل الجماعة، وعلى عكس آخرين قد يعتلون بأنفسهم بعد هذا النجاح المبهر إلى مصاف نجوم هوليوود، لم يشغل باله بحسابات البطل الأول والثاني، وراح يُبدع ويوطد أساسات نجوميته، تاركًا كافة الأحكام للجمهور وحده.

وزاد على ذلك بأنه اختار الطريق الأصعب، وبات يقدم الدور ونقيضه وكأنه يتحدى نفسه، فإياد الذي قدم دور البنا مؤسس الجماعة ببراعة، هو نفسه الذي جسد شحصية فاضح الإخوان الشهيد محمد مبروك في مسلسل الاختيار 2، وكأن الممثل الذي استرجع روح البنا غير ذاك الذي أبكى الجمهور باستشهاده، وبعدما استفز مشاعر الجميع بدور الضابط الإسرائيلي الكريه في فيلم الممر، عاد لينتزع تعاطف الناس مع دور ضابط الجيش الباسل في مسلسل الاختيار الجزء الأول، ليقول ضمنًا أنه لا يقدر على ذلك غير إياد نصار.

وحاليًا .. يقف إياد نصار أمام النجم الصاعد بقوة كريم محمود عبدالعزيز في فيلم موسى، مركزًا فقط على كون العمل يعد نقلة نوعية في شكل السينما المصرية .. لم يأبه للتساؤلات حول بطل العمل، مؤمنًا بأن الدور الجيد ليس بمساحته .. وهذا ما فعله مرارًا آخرها في رمضان الماضي .. ظهر في بضعة حلقات في مسلسل الاختيار 2، واستحق أن يكون أحد أهم نجوم رمضان.