في ذكرى ميلاد محمود مرسي .. استقال من الـ BBC بسبب العدوان الثلاثى وكتب نعيه بنفسه قبل وفاته
في مثل هذا اليوم 7 يونيو من عام 1923 ولد الفنان الكبير محمود مرسي، صاحب أقوى عيون في السينما المصرية، حيث كانت نظراته، برغم قوتها متلونة ومتغيرة، فإذا قدم أدوار الشر يُرعب من يقف أمامه، وإذا قدم دور الإنسان الحنون الطيب ذو المباديء كانت عيونه أداته لإقناع جمهوره بكم الخير والحب الذى يفيض من الشخصية.
جاءت بداية مشوار مرسي بالعمل في الإذاعة وليس التمثيل كما يردد البعض، حيث عمل في القسم العربي بإذاعة بى بى سي، ولكن بعدما تم تأميم قناة السويس ووقوع العدوان الثلاثى على مصر، وبعد أن أدرك الدور السلبي للإذاعة فى خدمة أهداف العدوان على مصر، قرر الاستقالة على الهواء، وقال : هذه آخر حلقة أقدمها في هذه الإذاعة، لأنه لا يمكنني أن أعمل أو أقيم في دولة تشن عدوانا على بلادي، وتلقي بقنابلها على أهلي في مصر، وسوف أعود إلى بلادي لأقاتل بجانب أهلي، أعيش معهم أو أموت معهم.
ومع عودة محمود مرسي إلى مصر، قرر الرئيس جمال عبد الناصر أن يكافئه على وطنيته وحبه لبلده، فقرر تعيينه مخرجاً ومذيعا في البرنامج الثقافي الأوروبي بالإذاعة المصرية ليقدم برامج ثقافية عالية المستوى، وبمنصب يليق بعقلية نادرة وخبرة كبيرة في الإذاعة.
وبعد فترة من العمل فى الإذاعة انتقل محمود مرسي إلى الشاشة ممثلا، فى عدد من الأعمال السينمائية والدرامية الخالدة، لعل أشهرها شيء من الخوف، ورحلة أبو العلا البشري، كما اختار له السينمائيون 6 أفلام، بين قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهى : السمان والخريف، شيء من الخوف، أغنية على الممر، زوجتي والكلب، ليل وقضبان، وأبناء الصمت.
وقد رحل عتريس السينما المصرية يوم 24 أبريل عام 2004، بعدما ترك مسيرةً فنية من أقوى الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وبعد أن كتب نعيه بنفسه وطلب إذاعته يوم وفاته.