زوجة نجل إسماعيل يس لـ خبر أبيض : عبدالناصر طلب منه تقديم أفلام وطنية ليشجع الشباب على التطوع فى الجيش
لا شك فى أن إسماعيل يس الذى صنع من معاناته نجاحا ممتدا عبر عشرات السنين، كان يستحق تلك المكانة التى وصل إليها والتى جعلته حتى اليوم حاضرا فى الذاكرة بأعماله، التى ألهمت الكثيرين وخلقت مساحات واسعة للنقاش والجدل، وقبل كل ذكل لإمتاع الجمهور الذى وجد فيما يقدمه الكوميديان الكبير طوق نجاة يخرجه من همومه حتى ولو لدقائق معدودة.
بدأت مسيرة إسماعيل يس من المعاناة وانتهت إلى المعاناة، أو إن شئت الدقة فقد بدأت بمأساة وانتهت إلى عدد من المآسي، فقد رحلت أمه مبكرا وتركته لأب يعمل بتجارة المجوهرات قبل أن يشهر إفلاسه بسبب انصرافه عن العمل، فيما ذاق إسماعيل الأمرين على يد زوجة أبيه، وجدته لأمه والتى كانت ترى أن والده هو السبب فى وفاة ابنتها بسبب كثرة مشاكله معها.
أمام تلك المعاناة التى كانت تنسج خيوطها بإحكام حول النجم الكبير، قرر أن يترك مدينته السويس إلى القاهرة، التى أساءت الترحيب به فى البداية، لتدفعه دفعا إلى العمل بالأفراح الشعبية التى كان استقبال حضورها له مفجعا، حتى وجد نفسه وحيدا يصارع طواحين الهواء كما حال دون كيشوت، قبل أن يقرر العودة مستسلما إلى السويس من جديد.
عاد إسماعيل إلى مدينته التى لم تكن كما تركها، فقد تبدلت فيها كل الأحوال، ولم تعد كما كانت، حتى الناس وأحوالهم تبدلت إلى الفقر والحاجة، وهو ما جعله يلملم جراحه وهزائمه الصغيرة ويعود إلى القاهرة من جديد محملا هذه المرة بإرادة صلبة لموهبة قررت فرض نفسها على الكل.
فى المرة الثانية لقدومه إلى العاصمة تنقل إسماعيل بين أكثر من فرقة حتى التقطه أبو السعود الإبياري وقرر أن يصنع منه أسطورة تعيش طويلا، فأقنعه بأن يركز على تقديم الاسكتش بدلا من تركيزه على الغناء، وبعد أن سجل سُمعة نجاحه اللافت، جاء الدور على التمثيل ليثبت نفسه فيه، حتى وصل إلى حد أن الأفلام صارت تُسمي بإسمه فى ظاهرة لم تتكرر إلا مع ليلى مراد.
ومع حالة النجاح الكبيرة التى حققها الكوميديان الكبير، والتى ضمنت له شعبية لا تُوصف، قررت الدولة فى الخمسينات أن تدعم إسماعيل ياسين لتقديم سلسلة أفلام تحث الشباب على الانضمام إلى الجيش الذى كان يواجه تحديات كثيرة فى تلك الفترة.
وقد حقق الكوميديان الكبير بتجاربه مع أفلام إسماعيل يس في الجيش، وفي الأسطول، وفى الطيران، نجاحا كبيرا، وحفزت قطاع كبير من الشباب على التطوع فى الجيش.
وقد كشفت زوجة نجله ياسين فى تصريح خاص لـ خبر أبيض، فى ذكرى وفاة النجم الراحل فى 24 مايو 1972، تفاصيل طلب عبدالناصر منه تقديم أفلام وطنية وقالت : كان إسماعيل ياسين محبا لمصر بشدة فقد تبرع للقوات المسلحة عام 1956 بمبلغ 2000 جنيه، وقد طلب منه الرئيس عبدالناصر أن يقدم سلسلة أفلام الجيش والطيران والأسطول كونه كان نجماً لامعاً آنذاك وكان يود ناصر أن يشجع الناس على التطوع فى الجيش بعد الثورة عن طريق إسماعيل يس.