يونس شلبي .. صانع أسطورة بوجي الذى عرف اليتم فى عمر 3 سنوات وأنفق كل أمواله على علاجه
هو الضاحك الباكي، الذى عاش حياته يملأ الدنيا ضحكا وصخبا ولهوا، متناسيا ما صادفه من مصاعب ومتاعب فى البدايات، غير مدرك أن النهاية ستكون أشد ألما وقسوة .. إنه النجم الكبير وأحد أهم أركان وأضلاع الكوميديا فى مصر يونس شلبي.
ولد الكوميديان الكبير يونس شلبى فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية فى يوم 30 مايو من العام 1941، لأب كان يعمل بتجارة القطن، وكان من كبار التجار فيه، قبل أن يتعرض لخسارة كبيرة تسببت له فى أزمة نفسية رحل على إثرها.
عرف يونس شلبى معنى اليتم فى عمر 3 سنوات، ولم يجد أمامه سوى والدته لتكون له الأب والأم معا، وبمرور الأيام وبعد أن أنهى دراسته الثانوية، انتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث التحق يونس بكلية التجارة، والتى اكتشف فيها موهبته الكبيرة فى التمثيل، بعد أن شارك مع فريق المسرح بالكلية فى عدد من المسرحيات الناجحة.
بعد حصوله على بكالوريوس التجارة التحق يونس شلبي بمعهد الفنون المسرحية وتعرف فى تلك الفترة على عادل إمام وسعيد صالح.
بدأ يونس شلبي مسيرته بعد التخرج بالمشاركة فى أدوار صغيرة على خشبة المسرح، حتى جاءت النقلة الكبري فى مسيرته، من خلال تقديم مسرحية مدرسة المشاغبين، والتى رفعت من أسهمه وجعلت منه نجما مطلوبا فى السينما والدراما التلفزيونية.
ورغم تجاربه الكثيرة الناجحة إلا أن تجربة بوجي وطمطم التى قدم فيها يونس شلبي الأداء الصوتى لشخصية بوجي تبقى من المحطات المهمة والمؤثرة فى مشواره.
ولدت فكرة بوجى وطمطم على يدى العبقري صلاح جاهين فى العام 1983، والذى اختار أن يقدم رسائل مهمة بصوت هالة فاخر ويونس شلبى إلى كل الأعمار، مستهدفا الصغار فى المقام الأول.
وقد نجح العبقرى الأخر محمود رحمي فى أن يحقق حلمه الأهم بصناعة دمى مصرية تكون بطلة لأحداث درامية ترصد أهم قيم المجتمع المصري، فوقع اختياره على بوجى وجسده بشخصية قرد، ليعبر عن شقاوة الأولاد، أما البنت فاختار لها طمطم الأرنبة لتعكس رقتها.
واستعان رحمي بفريق من معهد الباليه لتصميم حركات الشخصيات، وأكد فى حوار نادر له أنه اختار اسم بوجى نسبة لاسم الشهرة الذى كانت العائلة تنادي به شقيقه، بينما طمطم مرتبط فى الثقافة المصرية بمسميات التدليل لأغلب البنات.
ورغم كل المحطات الكوميدية فى حياة يونس شلبي إلا أن النهاية كانت دراماتيكية بشكل لا يُصدق، حيث أصيب بالجلطة وشلل، وأنفق كل أمواله على علاجه، حتى توفى ورحل تاركا أطفاله الستة يعانون حياة صعبة بمعاش لا يتجاوز 2500 جنيه.