أصوات من السماء .. حكاية صدفة صنعت أمجاد نقيب القراء أبو العينين شعيشع
في 22 أغسطس من عام 1922 وُلد الشيخ الجليل أبو العينين شعيشع فى مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وقد أصر والده على أن يُلحقه مبكراً بكُتاب القرية، حتى يُتم حفظ القرآن الكريم، وهو ما حدث بالفعل فى سن 12 عاما.
شاء القدر أن يمنح الطفل الصغير شهرة مبكرة، عن طريق الصدفة، ففى أحد الأيام أُقيم احتفال بمدينة المنصورة، وشارك فيه شعيشع وتفوق فى القراءة على من هم أكبر منه سنا، ليحصد من بعدها شهرة كبيرة فى قريته، قبل أن تمتد إلى باقى أنحاء المحافظة.
مرت سنوات، على تلك الواقعة، وشاءت الصدفة أن تُضيف إلى شهرته المزيد، وتنقله من خانة الهواية إلى الاحتراف.
ففى أحد الأيام، اضطر إلى السفر للقاهرة لحضور عزاء هناك، ووقتها طُلب منه أن يقرأ ما تيسر من القرآن، وبعد أن انتهى سأله كثير من الحضور عن سبب عدم اعتماده بالإذاعة.
تعجب أبو العينين من السؤال وأجاب فورا : إزاى التحق بالإذاعة فى وجود عمالقة زي الشيخ محمد رفعت ومحمود الصيفي وغيرهما.
ورغم أن الإجابة بدت للكثيرين قاطعة، إلا أن السؤال ظل يتردد على مسامع شعيشع، حتى قرر أن يتقدم للاعتماد فى الإذاعة، ونجح من أول مرة على عكس ما توقع هو نفسه.
وقد اتفق الجميع على أن شعيشع تأثر فى تلاوته بالشيخ محمد رفعت، ومن هذا المنطلق اضطرت الإذاعة أن تستعين بصوته لمعالجة بعض الأجزاء التي أصابها التلف في تسجيلات رفعت، دون أن يلاحظ أحد وجود أى فارق.
وفى عام 1969 تم تعيين أبو العينين شعيشع قارئا لمسجد عمر مكرم، وبعد سنوات طوال انتقل إلى مسجد السيدة زينب، فيما تم انتخابه نقيبا للقراء سنة 1988، وعمل مستشارا لوزير الأوقاف حتى رحل عن عالمنا في 23 يونيو من عام 2011.