بعد استشهاده في الحلقة التاسعة من الاختيار 2 .. رحلة الشهيد محمد مبروك من فضح الجماعة إلى الشهادة
شهدت الحلقة التاسعة من مسلسل الاختيار 2، مقتل الشهيد محمد مبروك، بعد أن تعرض للخيانة من قِبل صديقه المقدم محمد عويس.
ومحمد مبروك هو ضابط بجهاز الأمن الوطنى، ويعد واحدًا من أهم كوادر هذا الجهاز، وأُسند إليه متابعة جماعة الإخوان، ونجح محمد مبروك فى تسجيل المكالمات التى تمت بين محمد مرسى عضو مكتب إرشاد الجماعة وبين أحمد عبدالعاطى مسئول التنظيم الدولى للإخوان فى تركيا.
وارتبط محمد مبروك بعلاقة صداقة بالمقدم محمد عويس الذى كان رئيسًا لوحدة مرور الوايلى فى هذا الوقت، جمعتهما علاقة صداقة وأخوة منذ التحاقهما بكلية الشرطة.
إلا إن عويس كان دائمَ التطلع إلى المال والسلطة، وكان دائمًا يقول للمقدم محمد مبروك : أنت بتتعِب نفسك زيادة عن اللزوم، ولا أحد سيقول لك شكرًا .. شوف مصالحك أحسن، وكان مبروك يوجه له اللوم دومًا على كلماته.
غير إن تطلعات عويس انقلبت إلى خيانة وذلك حين تعرف إلى شخص يُدعى تامر العزيزى والذي بدأ يُغدق عليه الهدايا ويقدمها إليه فى مناسبات متعددة نظير خدمات محددة، وبعدها بدأ يصطحبه لحضور دروس دينية فى أحد المساجد المقربة من الجماعة.
ومع الوقت توطدت علاقته برؤوس الإرهابيين، حتى تعرف إلى الإرهابي محمد بكرى، والذي أقنع عويس بالتعاون معهم، وعرض عليه صور بعض الضباط التى يحتفظ بها على هاتفه على المقدم محمد عويس، كما عرض عليه صورة المقدم محمد مبروك، وهنا فوجئ عويس، وتساءل عن سبب جمع المعلومات عنه، فظل محمد بكرى يشرح له، كيف أوقع مبروك بكبار قادة الإخوان، والخطر الذى بات يشكله على الحركة الإسلامية بأسرها.
قال المقدم عويس : أنا أعرف مبروك جيدًا، ولى علاقة شخصية به، ولكن لن أتورط فى أذيته، صمت الإرهابى بكرى، لم يعلِّق على كلماته، سوى بالقول : إحنا بنحمى ديننا ونحافظ عليه، وعمومًا الخيار لك، فرضخ عويس بعد إغرائه بالمال، وقدم كافة المعلومات عن مبروك وتحديدًا : عنوانه فى مدينة نصر، وأرقام هواتفه، وماركة سيارته ولونها ورقمها، ومواعيد خروجه وعودته، وصورته أثناء إفطار جماعى لدفعة خريجى كلية الشرطة، مع أنه كان على يقين بأن مبروك أصبح هدفًا للتنظيم.
سعد بكرى كثيرًا بهذه المعلومات، وكانت التعليمات الصادرة إليه من محمد عفيفى تقضى بالتركيز على مبروك، بعد أن جاءت التعليمات من داخل السجون، تقول : يجب التخلص منه، باعتباره الشاهد الوحيد فى قضية التخابر، ولذلك بدأ إعداد خطة اغتياله، وكان الاتفاق يقضى بتنفيذ خطة الاغتيال باستخدام سيارتين فى العملية، إحداهما للرصد والأخرى للتنفيذ.
كان بكرى قد أكد لهم أن مبروك ينزل من منزله للذهاب إلى مقر جهاز الأمن الوطنى فى مدينة نصر فى التاسعة والنصف من مساء كل يوم، وفى التاسعة والربع مساءً بدأت المجموعة تتحرك باتجاه منزل مبروك فى شارع قريب من السراج مول بمدينة نصر.
وحين ركب محمد مبروك سيارته، اتصل الإرهابي عمرو سلطان بالإرهابى محمد بكرى، وقال له : الهدف نزل من بيته، وعليك أن تتحرك نحوه فورًا، وتحركت سيارة الإرهابيين نحوه، وفجأة وجدوا أنفسهم فى مواجهة سيارة الشهيد الذى كان يقودها بنفسه ودون حراسة.
وعلى الفور قام الإرهابيان فهمى وكيمو بإطلاق الرصاص على محمد مبروك من أسلحتهما، وتواصل الضرب لفترة من الوقت، حتى سقط مبروك شهيدًا بعد أن اخترق جسده نحو اثنتى عشرة طلقة اخترقت صدره ورأسه ووجهه، ليخلد الشهيد اسمه في ذاكرة الوطن وقلوب المصريين.