عبدالباسط عبدالصمد .. صوت مكة وصاحب الحنجرة الذهبية الذى كرمه ملوك ورؤساء العالم

لا عجب إذا كان اللقب الذى اختاره الجمهور للشيخ الجليل عبدالباسط عبدالصمد هو صاحب الحنجرة الذهبية، فقد كانت خامة صوته الفريدة من نوعها وأسلوبه المميز فى القراءة والتلاوة، جواز السفر الذى فتح له كل الأبواب، فتخطت شهرته الحدود حتى وصلت أبعد مما كان يتصور الجميع.
فى سن صغيرة نجح عبدالباسط الذى ولد فى عام 1927، فى أن يحفظ القرآن الكريم كاملا، وكان الفضل الأول فى ذلك للشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته، وبينما كان عبدالباسط يكبر يوما بعد الأخر نجح فى أن يبتكر أسلوبه الخاص فى القراءة والتلاوة، وهو الأسلوب الذى تفرد به وجعله من أبرع القراء فى تاريخ مصر والوطن العربي.
بحلول عام 1951 أذاعت الاذاعة المصرية أول تلاوة لعبدالباسط، وكانت لسورة فاطر، وقد نجح منذ اليوم الأول فى لفت الأنظار، ما جعله فى العام التالى مباشرة، يُعين قارئا لمسجد الإمام الشافعى، واستمر به حتى حلول عام 1958 حيث تم تعيينه قارئا لمسجد الإمام الحسين ليخلف الشيخ الكبير محمود على البنا.
وخلال إحدى زيارت عبدالباسط عبدالصمد للسعودية لأداء فريضة الحج، انتهز السعوديون الفرصة، وعرضوا عليه فكرة تسجيل تلاوات بصوته للإذاعة السعودية، وقد حصل بعدها على لقب صوت مكة.
حصل عبدالباسط على كثير من الشهادات والأوسمة الرفيعة تقديرا لجهوده، ومنها وسام حصل عليه بعد رحيله، من الرئيس مبارك، كما حصل على الاستحقاق السورى ووسام ماليزيا الذهبى ووسام الأرز اللبنانى ووساماً من السنغال وآخر من المغرب.
وقد رحل الشيخ الجليل عبدالباسط عبدالصمد عن عالمنا فى 30 نوفمبر من عام 1988 وقد تقدم جنازته عدد من سفراء الدول نيابة عن شعوبهم ورؤساء دولهم تقديراً لدوره فى مجال الدعوة.