الشيخ طه الفشني .. كروان الإنشاد الذي كرمه الرئيس مبارك وأنشد بجوار الملك
يا أيها المختار من خير الورى.. خُلقا وخَلقا فى الكمال توحدا.. بهذه الكلمات يبدأ ابتهال يا أيها المختار، وهو الابتهال الأشهر في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، حيث شدى به الشيخ طه الفشني بصوت لا يضاهى، وعلى رغم غناء هذا الابتهال بأكثر من صوت إلا أن الشيخ طه ظل الأروع بينهم وعُرف الابتهال باسمه.
كان الفشني هو القارئ المفضل للرئيسين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، وكرم الرئيس السابق مبارك اسمه بعد وفاته، كما اختير رئيسًا لرابطة القراء خلفًا للشيخ عبدالفتاح الشعشاعى سنة 1962م.
وُلد الشيخ طه الفشني بمركز فشن فى محافظة بني سويف، عام 1900 وكان والده تاجر أقمشة ميسور الحال، رفض أن يمتهن ابنه نفس مهنته بل أصر على أن يتم تعليمه، حتى تخرج فى مدرسة المعلمين عام 1919، وفى تلك الفترة ظهرت عذوبة صوته، فأسندت إليه مهمة القراءة اليومية للقرآن فى الطابور وحفلات المدرسة.
التحق الفشنى بمعهد القراءات التابع للأزهر الشريف، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالحميد السحار والشيخ المغربى، وقد حرص على ملازمة الشيخ على محمود، الذى اقتنع بموهبته وقدمه فى بعض حفلاته وكان قريبا منه فى السكن الشيخ على محمود ملك التواشيح الدينية، وكان للشيخ على محمود فرقة تواشيح خاصة، فعرض على الشيخ طه الفشنى أن ينضم لبطانته.
يذكر أنه وفى إحدى الليالى بحى الحسين وذلك عام 1937 كان سعيد باشا لطفى، رئيس الإذاعة المصرية، يحضر حفلا دينياً هناك، وكانت علاقته وثيقة مع الشيخ على محمود، الذى أعطى الشيخ طه الفشنى الفرصة للتلاوة، وكان من المقرر أن يحيى الشيخ على محمود إحدى المناسبات، ولكنه كان مريضاً ولم يستطع القيام بالأمر.
فاتصل القائمون على المناسبة بالشيخ طه الفشنى ليحل محله، ولكنه لم يستطع فعل ذلك إلا بعد أن ذهب للشيخ على محمود فى بيته ليطمئن عليه ويستأذنه فى إحياء المناسبة التى كانت مذاعة فى الراديو، وبعد نهايتها توجه مرة أخرى إليه، فوجد الشيخ على محمود وقد انسابت دموعه تأثرا فرحا بما استمع إليه من تواشيح الفشنى، واحتضنه الشيخ على قائلا: «لقد تأكدت الآن يا طه أنك خليفتى
ومن بعدها ظل ملازما على الغناء بسراي عابدين ورأس التين فى عهد الملك فاروق الذى كان يحرص على حضوره حفلاته وكان يجلس بجوار الملك وقت غنائه
