الشعراوي .. إمام الدعاة الذى حفظ القرآن فى سن العاشرة وارتبط اسمه بمبارك والسادات وعبدالناصر
احتفلت مصر والأمة العربية والإسلامية منذ أيام بذكري ميلاد الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي، أعظم مفسري القرآن فى العصر الحديث، والذى عاش حياته بمبدأ إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل.
ومحمد متولي الشعراوي من مواليد 15 أبريل عام 1911، بقرية دقادوس فى مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.
بدأت معالم النبوغ تظهر على محمد متولى الشعراوي منذ الصغر، لدرجة أنه فى عمر 10 سنوات، كان قد أتم حفظ القرآن الكريم، وهو ما جعل والده يلحقه بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، والذى تفوق فيه بدرجة كبيرة جعلته مؤهلا للالتحاق بالمعهد الثانوي، بينما جاءت نقطة التحول الأكبر فى حياته مع قرار والده بأن يدرس محمد بالأزهر الشريف، وهو ما كان يعنى سفره وتركه لإخوته والإقامة بشكل كامل فى القاهرة.
أثبت الشيخ الشعراوي كفاءة منقطعة النظير خلال الدراسة فى الأزهر، وبعد أن أنهى دراسته، بدأ يتنقل بين أكثر من وظيفة، حتى وصل إلى منصب وزير الأوقاف، لكن شغفه الأكبر لم يكن بالمناصب بقدر اهتمامه بتفسير القرآن، وهو ما صنع شهرته فى أوساط الجماهير العادية، التى كانت تنتظر حلقات برنامجه الذى فسر فيه الأيات بصورة ميسرة وبسيطة للغاية.
كان الشيخ الجليل أيضا مشغولا بالحركة الوطنية وحين خرجت ثورة 1919 من الأزهر الشريف، خرج الشعراوي وقتها محمولًا على الأعناق يهتف كما يهتف المصريون : الاستقلال التام أو الموت الزؤام، فيما كان خطب فى الجموع بكلمات رنانة ليحثهم على محاربة الاحتلال والوقوف فى وجه الطغيان.
وامتد ذلك حين واجه الرئيس الراحل حسني مبارك وقال له جملته الشهيرة : إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحمل.
أما الرئيس السادات فقد حدث فى عهده وتلقى الشعراوي دعوة من حرمه السيدة جيهان لحضور مؤتمر لسيدات الروتاري، وقد كان المؤتمر في رمضان، واشترط الشيخ الشعراوي أن تكون الحاضرات بالمؤتمر مرتديات للحجاب حتى يحضر، غير أنه حين وصل إلى هناك وجد العكس، فرفض الحضور.
وعن الرئيس عبدالناصر، فقد اختلف معه الشعراوي بشأن القرار الخاص بتدريس الطب والهندسة في جامعة الأزهر، قبل أن يقر بصحة وجهة نظر الرئيس الراحل.
تزوج الشيخ الشعراوي نزولا على رغبة والده الذي اختار له زوجته بنفسه، وقد أثمر زواج الشعراوي عن إنجاب 5 أبناء وهم : سامي، وعبد الرحيم، وأحمد، فاطمة، وصالحة.
وقد رحل الشيخ محمد متولى الشعراوي عن عالمنا فى يوم 17 يونيو عام 1998، فى مشهد جنائزي مهيب، ودعه خلاله الآلاف فى مسقط رأسه بقرية دقادوس.