مخطأ من يعتقد أن مشاكل محمد رمضان قد بدأت مؤخرا، فمشاكله بدأت منذ انطلاقته الأولى، بحثا عن النجومية التى يتعامل معها بمنطق كل نفسك بنفسك.
عاش محمد رمضان سنواته الأولى محاولا أن يخفى موهبته فى عباءة البطل الشعبي غير أنه لم يكن يدرك أن هناك فرق كبير بين البطل الشعبي الذى ينتصر للغير والخير ولو على حساب نفسه، وبين البطلجى الذى ينتقم من الكل لأجل نفسه.
شاهدنا تيمة واحدة يكررها رمضان فى أعماله الأولى كـ الألمانى وعبده موته، والتى جاءت فى ظرف استثنائى كانت مصر تمر به، وكان الشباب المفعم وقتها بالحيوية والرغبة فى التغيير يبحث عن بطل ومنقذ فقاده حظه العثر إلى رمضان الذى تكعبل فى أعماله واعتقد خطأ أنها نماذج صالحة لشباب يتلمس أولى الخطى على الطريق الجديد.
لا أنكر هنا أن الأرقام والإيرادات كانت فى صف رمضان وقتها لحسابات يطول شرحها، لكنى لا أنكر أيضا أنه بتلك التجارب خلق نماذج مشوهة من أبطاله الذين قدمهم على الشاشة، ويمكن هنا أن تُراجع أخبار تلك الفترة لترى كيف كان جمهور رمضان فى السينمات يرقص على كراسى دور العرض عارى الصدر كحال بطلهم على الشاشة، فيما تجاوز البعض حدود دار العرض وخرج إلى الشارع يستعرض عضلاته على طريقة عبده موته.
بعد ذلك تقدم رمضان خطوة للأمام فتراجع عن تلك النوعية وانتقل إلى شاشة التلفزيون الأصغر حجما مقارنة بشاشة السينما التى كان يتعملق عليها بأعمال تخلو من أى قيمة أو هدف.
على شاشة التلفزيون قدم محمد رمضان أحد أنضج تجاربه ابن حلال، والتى كانت بمثابة طوق النجاة الذى انتشله من المستنقع الذى ألقى نفسه فيه وجعل الكل يشير إليه على أنه يُعلم الجيل الجديد البلطجة.
أُعجب رمضان بخلطة ابن حلال الجديدة ووقع فى غرامها وقرر منذ هذه اللحظة أن يعزف على نفس الوتر، وأن يكون المظلوم الأوحد فى الكون، الذى يتأمر الكل عليه، المقربون منه وحتى من لا يعرف عنه أى شيء، المهم أن يُظلم ثم يدخل السجن، وأخيرا يخرج ليستعيد حقه، ولا يهم فى الطريق كيف سيأخذ هذا الحق، أو من هم الضحايا الذين سوف يسقطون تحت أقدام آلاته الجهنمية للقصاص.
وفجأة ودون أى مقدمات انفرط العقد من رمضان، فأطلق على نفسه لقب النمبر وان، فى ظاهرة كانت الأولى وأظنها الأخيرة من نوعها فى الوسط الفني، فلم يقل أبدا أحد من قبل ـ رغم أنهم أكثر منه موهبة وبمراحل ـ أنه الأول بين زملائه، كما أظن أن أحدا لن يكون قادرا على أن يطلق على نفسه لقب كهذا مستقبلا رغم أن هناك كثيرون يستحقون فعليا هذا اللقب.
مع اللقب اختار رمضان لنفسه تفاصيل تُمكنه من ترسيخ اللقب فى أذهان جمهوره، فبدأ يشيع أنه الأعلى أجرا فى مصر والوطن العربي، ثم بدأ يستعرض أسطول سياراته، مؤكدا أنه فنان مصرى ولابد أن يمتلك أسطول كهذا لأن مصر كبيرة، ولا أعرف صراحة إيه علاقة مصر بأسطول سيارته، ولم يتوقف رمضان عند هذا فافتعل الأزمات مع الكثيرين من الوسط وخارجه، رافضا الاعتراف بأنه مخطأ أو أخطأ أو يمكن أن يخطأ، فالكل من حوله غيران من نجاحه ـ بحسب اعتقاده ـ وبالتالى فلا داعى للاعتذار ، رغم أن الاعتذار من شيم الكبار.
أخطاء محمد رمضان كثيرة وتأكل من نجاحه ومن جمهوره الذى يتناقص كل يوم، ومع انتشار ظاهرة الـ ماينس وان ومع كل تصرفاته فإن النتيجة التى يمكن أن تخرج بها، هى أن رمضان وكما صعد نجمه سريعا فإن طريقه إلى النهاية التى يكتبها بنفسه سيكون أسرع مما يتصور.