مات فى حادث أليم وأتباعه هاجموا السينما لوقف عرض الفيلم .. ما لا تعرفه عن البطل الحقيقى لفيلم الفتوة
تعد شخصية الفتوة واحدة من الشخصيات التى لفتت انتباه صناع الدراما فى مصر، ودفعتهم لتقديمها فى أكثر من عمل فني، ظهرت فيها الشخصية بتنويعات مختلفة، البعض منها رصدها فى صورتها الطبيعية كاشفا عن دورها المهم فى المجتمع المصري، فيما ذهب البعض الأخر إلى أقصى اليسار وقدمها بنوع من المبالغة لخدمة الدراما، فظهر الفتوة على أنه مجرد بلطجى لا يجيد سوى فرض الإتاوات على الغلابة.
كان الكاتب الكبير نجيب محفوظ سباقا فى تلك التجارب، ورصد من خلال رواياته عالم الفتوات، بأسلوب ساحر، وكان التركيز الأكبر على فتوات أعماله من الأبطال الشعبيين الذين يناصرون المظلومين، فى مواجهة بعض الفتوات الذين استخدموا قوتهم البدنية وسلطتهم فى الظلم والبطش.
فريد شوقى هو الآخر كان من النجوم الذين شغلتهم شخصية الفتوة وعالم الفتوات ولذلك قدمها فى أكثر من عمل فنى، أبرزها فيلم الشيطان يعظ.
كما قدم فكرة التسلط واستخدام القوة بشكل مغاير فى فيلم الفتوة، الذى عرض فى عام 1957، وشارك فى بطولته تحية كاريوكا، وزكي رستم، توفيق الدقن، وميمي شكيب.
ودارت أحداث الفيلم حول هريدي، الذى يصل إلى سوق الخضار للبحث عن فرصة عمل، وبعد أن يخوض أكثر من محاولة يضمه المعلم أبو زيد، إلى صبيانه، ونعرف من الأحداث أن أبو زيد، هو أكثر التجار سطوة في السوق بأكمله، وبمرور الوقت يشكل هريدى مع المعلمة حسنية ومنافسي المعلم أبو زيد تحالفا مضادا لأبو زيد.
مع الأيام الأولى لعرض الفيلم فوجئ فريد شوقي، الذى أنتج الفيلم على نفقته الخاصة، بأن ورثة المعلم محمد زيدان، المعروف وقتها بلقب ملك الفاكهة، يقيمون دعوى قضائية مستعجلة تطالب بوقف الفيلم، وكانت الحجة التى استندوا إليها فى الدعوى أن الفيلم يُشهر بالمعلم زيدان.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث زادت الأوضاع سوء مع توجه أنصار زيدان إلى سينما الكورسال وافتعال المشكلات، ما تسبب فى وقف العرض.
أمام المحكمة رفض فريد شوقي أن يُعرض نفسه لخسارة مادية وفنية كبرى بوقف الفيلم، وراح يدافع عن العمل طالبا من المحكمة أن تبحث وراء المعلم زيدان عن كيفية تكوين ثروته الضخمة، وفى نهاية الجلسة رفضت المحكمة دعوة ورثة زيدان وسمحت بعرض الفيلم.
كان اهتمام الصحف وقتها كبيرا بالقضية، ومن هنا بدأت الأخبار والتقارير تحاصر زيدان بحثا عن مصدر ثروته، وكيف نجح خلال سنوات معدودة فى أن يسيطر على سوق الخضار، بفضل علاقته بالسرايا وكبار المسؤولين وقتها.
وقد لقى ملك الفاكهة مصرعه فى حادث بشع، وقع عام 1952، فبينما كان عائدا إلى بيته، أوقف سيارته 3 رجال على كوبري عزبة حافظ رمضان في القليوبية وأمطروا سيارته بوابل من الرصاص ليلقي مصرعة بتسع رصاصات قاتلة.