إدوارد .. من بحب السيما إلى قمة الـ ترند في لؤلؤ
الأمر الوحيد الذي يجب أن يلتزم فيه الممثل تجاه جمهوره، هو ألا يجعله يشعر بالملل .. تلك هي المقولة التي وردت على نجم هوليوود، وأسطورة التمثيل مارلون براندو، وربما تكون تلك العبارة المقتضبة قد لخصت بفلسفة بسيطة المهمة الحقيقية للممثل.
وحين نعكس تلك المقولة على واقع التمثيل في مصر، فنجد أنها تنطبق دون جدال على إدوارد، والذي احتل ترند مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس، بمشهده المدهش أمام مي عمر في مسلسل لؤلؤ، ليثبت مجدداً إنه ممثل نضج بشكل مذهل، ووصل إلى ذروة التمكن في التعبير.
فلم يَنَل إدوارد خلال مسيرته ما يستحق من إشادة النقاد، الذين كرسوا اهتمامهم على من يُطلق عليهم أبطال الصف الأول، لكنه ومع ذلك اكتفى بحب وإشادة الجمهور عوضاً عن مواءمات الأقلام، وركز على تقديم مشوار فني ثري، يفوح بأثر الاجتهاد والمثابرة، غير أن الأمور صار لابد وأن تسير في منحى آخر بعد دور مجدي هلال في لؤلؤ.
فقد أبكى إدوارد متابعي المسلسل، ووصل في مشهده أمام مي عمر خلال أحداث الحلقة العشرين من العمل، إلى أداء يعتبر من أصدق ما قُدم في الدراما المصرية خلال السنوات الماضية، وأبدع في تجسيد شخصية العاشق، الذي يعلم يقيناً إنه لن يصل إلى مبتغاه.
لكن وصول إدوارد إلى قمة الـ ترند، أو إلى حالة الوهج التي بدا عليها في لؤلؤ لم تكن وليدة الصدفة على أية حال، ولكنها جاءت بعد سلسلة من المحطات الفنية المثيرة، والتي طبقت حرفياً مقولة براندو، فهو في الأساس مغني كان طامحاً لأن يكون ممثلاً جيداً، فجاءت بدايته من خلال فيلم بحب السيما، ومن هنا جاء ميلاده الفني.
إلا إنه كان أكثر ذكاءاً من غيره، وأدرك مبكراً أن إجادة تقديم البطل الثاني، تكون في أحيان كثيرة أفضل وأكثر قيمة من نيل لقب البطل الأول، حيث خلّد نجوم أسماءهم في تاريخ الفن مثل عبدالسلام النابلسي، وعبدالمنعم إبراهيم وغيرهما، وظلت قيمتهما محفورة في وجدان الجمهور، بصورة أشد وضوحاً، وأعمق أثراً من آخرين قدموا البطولة المطلقة، غير أنه بعدما ترك بصمة واضحة في هذا الإطار جاء تحوله الثاني.
فخلال السنوات الماضية، شاهد الجمهور توحش موهبة بعض النجوم دون سابق إنذار، وكان على رأس هؤلاء ماجد الكدواني، الذي تحول من ممثل يقدم أدوار خفيفة، إلى غول يقدم شخصيات ربما لا ينافسه فيها غيره، وعلى هذا الطريق سار إدوارد، وبالتحديد مع إعادة اكتشافه في مسلسل ولد الغلابة الذي قام ببطولته أحمد السقا وأخرجه محمد سامي، ومروراً بغيره من الأعمال ووصولاً في النهاية إلى لؤلؤ.
غير إن إدوارد أضفى إلى موهبته كممثل إجادته للغناء، وعمله كمذيع لبرنامج القاهرة اليوم المذاع عبر شاشة اليوم، فأصقل حواسه الفنية، وأضاف إلى تطلعاته مزيداً من الخبرات.