في ذكرى ميلاد عبدالعزيز محمود .. أصيب بكسر فى قدمه فأصبح أشهر مطرب شعبي
حل أمس الثلاثاء 11 يناير ذكرى ميلاد الفنان الشعبي صاحب الحنجرة الذهبية عبدالعزيز محمود، والذي رحل تاركاً إرثاً لا يقدر بثمن من الألحان والأغاني التي تحمل نبرات صوته المميز، كما لحن عبدالعزيز محمود جميع الأغاني التي أداها بصوته فكانت موهبته في التلحين لا تقل عنها في الغناء.
ولد عبد العزيز محمود فى قرية الخناجرة بمدينة سوهاج، اسمه الحقيقي هو عبدالعزيز محمود عبدالعال الخناجرى، لم تكن حياته سهلة منذ البداية فقد توفي والده وهو لا يزال صبياً، وتعلق بالغناء وحين صارح أسرته برغبته في أن يمارسه رفضت عائلته وهددته بالقتل، فكان هذا أمراً مشيناً في صعيد مصر.
وتعلم في صغره قيادة السفن الصغيرة، ولأنه كان يعـول والدته وشقيقه الأصغر منه سناً وكان يتوجب عليه أن يجد عملاً يدر عليه دخلاً كبيراً يكفي احتياجاتهم من الحياة، فعمل في شركة شل إلى أن أصيب بكسر في إحدى ساقيه.
فاستغنت عنه الشركة، وكان معروفاً في بورسعيد بخفة الدم والصوت الجميل فغنى واشتهر بالغناء في الأفراح والموالد، وأثناء زيارة الموسيقار مدحت عاصم الذي كان رئيس قسم الموسيقى بالإذاعة المصرية لمدينة بورسعيد أعجب به وطلب منه الحضور إلى القاهرة كي يدخل اختبارات الأصوات، وكان ذلك عام 1937، بأغنية النار عايز تلعب بيها.
وبعد اجتياز الاختبارات، بدأ في التفرغ للغناء وممارسته كمهنة للرزق، وقدم له مدحت عاصم أول لحن، وهو الصباح الجديد لأبى القاسم الشابى ومنحه ألحاناً أخرى منهم حبيبى واخد قلبي معاه، من نظم حسن عبدالوهاب، وأيضا غنى من ألحان زكريا أحمد أغنية النار عايزه تلعب بيها، و من حق ده يسمح يا قلبي، والخصام فضك منه وصالح.
ولكن لم تستمر حياته في الصعود طوال الوقت، بل كانت للكبوات معه لقاء آخر، ومن مفارقات حياته الفنية أنه يوم 22 يناير 1957، صدر الحكم بحبسه شهرين لتبديده وبيعه سيارة محجوز عليها لصالح مطلقته برلنتى نجيب، وعاش عبدالعزيز محمود فى حالة اكتئاب فتره كبيرة، وتقول آخر زوجاته فوزيه إبراهيم والتى رافقته طوال فترة مرضه أن جهات الإذاعه والتليفزيون ووسائل الإعلام تجاهلته وسببت له اكتئاباً نفسياً وكانت السبب الرئيسي في مرضه.
حتى أن النقابة أشاعت كذباً أنها تتكفل بجميع مصروفات علاجه، ولكن لم يحدث بل أن النقابة نفسها أرسلت لها إنذاراً قبل وفاته بـ 15 يوماً بفصله من العضوية لأنه لم يقم بسداد الاشتراكات المستحقة، نظراً لظروف مرضه وسددت الاشتراكات حتى نهاية 1991، ولم يستفد من مستحقاته النقابية ولا حتى مصاريف دفنه والتى تحملها ابنه الأكبر.
تزوج عبدالعزيز محمود المرة الأولى من خارج الوسط الفني، ورزق بـ 7 أبناء هم حشمت وهشام وولاء وعزة وهدى ونهاد وهويدا، واقترن في حياته من الفنانات اعتدال شاهين، وبرلنتي نجيب، وفوزية إبراهيم، وتوفي عبدالعزيز محمود في 25 أغسطس 1991 إثر أزمة قلبية.